المرسى – تقرير خاص
ملفات كثيرة تنتظر القيادة الجديدة لليمن ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وأحد هذه الملفات إصلاح وضع الإعلام الرسمي وإنهاء تفرد طرف واحد وصوت واحد بكل أذرع الإعلام الحكومي وتوظيف الخطاب الإعلامي لصالح مكون سياي وحزبي تفرد بقرار الشرعية طيلة 8 أعوام وأكثر.
ليس الحديث عن الإعلام الحكومي وضرورة إعادة هيكلته دعوة مستعجلة بقدر ماهي ضرورية الإستعجال لإغلاق كل محاولات التصيد السياسي والتوظيف للخطاب العام والرسمي لصالح ذات الطرف المتفرد بالقرار داخل مؤسسات وزارة الإعلام.
وكشف رصد متابعين ومختصين ونشطاء لأداء الإعلام الحكومي الذي يفترض أن تديره وزارة الإعلام توظيفا حزبيا وسياسيا بعيدا عن جو الشراكة ونتائج التغييرات التي تمت في مؤسسة الرئاسة وبنية القرار الرسمي الحكومي وتوحد المكونات تحت إطار وطني جامع.
وكانت إحدى تجاوزات الإعلام الحكومي تعديه على نص خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وحذف إشادته بالدعم الإماراتي لليمن الى جانب السعودية وهو تجاوز خطير يكشف مكامن الخلل القائمة في إدارة موسسات الإعلام الحكومي وسيطرة الإخوان المسلمين عليها.
ليست الدعوة هنا لتكرار الإقصاء الذي إرتكبه الإخوان المسلمين بحق شركاء العمل السياسي والعسكري بل الى إنهاء هذا الإقصاء وإعادة ترتيب وضع مؤسسات الإعلام الحكومي بما يضمن قيامها بدورها المهني والوطني دون تحيز لصالح فصيل أو مكون سياسي أو حزبي.
وضرورة أن تكون البداية من الإعلام الحكومي وخلق اداء ناظم للخطاب الإعلامي الرسمي تفرضها أهمية الخطاب الإعلامي في المرحلة الحالية كسلاح فاعل وهام في المعركة السياسية والعسكرية والوطنية مع الإنقلاب الحوثي وكيف يجب أن ينتقل الإعلام الرسمي الى مربع متقدم دون زرع الفخاخ وفتح الثغرات لتعكير مزاج الشارع أو التشويش على أداء قيادات البلد الجديدة.
ماحصل من إجتزاء لحديث رئيس مجلس القيادة وقبله مع طرح رئيس الحكومة حول القضية الجنوبية وما تنشره قيادات الإعلام الرسمي على منصات التواصل الإجتماعي يجعل من عملية إعادة هيكلة مؤسسات الإعلام الرسمي وعلى رأسها وكالة سبأ والفضائية اليمنية والإذاعات الرسمية أولوية على طاولة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
وإلى جانب أذرع الإعلام التابع لوزارة الإعلام تظهر كذلك منصات إعلام الجيش ووزارة الدفاع والتي تشكل خليطا من مراكز إعلام المناطق العسكرية والمحاور وكذلك اعلام الألوية حيث تتفرد كل وحدة عسكرية بذراع إعلامي تابع لها ينفصل حتى عن المنطقة العسكرية وهي حالة فوضى إعلامية تحتاج الى إعادة تنظيم وضم والحاق وتقليل حالة العبث بوجود كثير من الأذرع الإعلامية للجيش.
كل إعلام الحكومة والجيش يحتاج الى إعادة هيكلة وبناء لكي يعبر عن واحدية الموقف والتوجه ويغادر مساحة التحريض والاستهداف للمكونات التي كان يعتبرها هذه الإعلام وعلى مدى سنوات خصما للشرعية وأصبحت اليوم من مكونات البلاد الحاكمة ومتواجدة في مؤسسة الرئاسة أعلى مؤسسة في بنية الدولة.
حضور ملف الإعلام الحكومي على طاولة مجلس القيادة الرئاسي لا يحتاج الى تسويف وترقيع بل يمثل أهمية كبيرة في مسار إصلاح منظومة الحكم والإدارة والتي بدأت بالتغييرات في مؤسسة الرئاسة.