المرسى – رصد
أحيت القرارات التي أفرزتها مشاورات الرياض، الكثير من الآمال نحو إمكانية إحداث اختراق نوعي في جدار الفشل الذي صنعته ما تعرف بالشرعية على مدار السنوات الماضية.
البداية كان بإعلان بإصدار “المؤقت” عبدربه منصور هادي الذي تخلى عن سلطاته لمجلس قيادة رئاسي، قرارًا بإعفاء نائبه المدعو علي محسن الأحمر من منصبه.
تبع ذلك إعلان مجلس قيادة رئاسي، يرأسه رشاد العليمي ويضم في عضويته سبعة نواب، بنيهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
أحد أهم التغيرات المنتظر إجراؤها على المشهد هو الوضع العسكري، فعلى مدار الفترات الماضية قادت الهيمنة الإخوانية على ما يعرف بالجيش الوطني، إلى الانبطاح أمام المليشيات الحوثية بما مكّن الأخيرة من التمدد عسكريا ومن ثم إطالة أمد الحرب.
الاختلالات العسكرية التي سادت على هذا الفصيل طيلة السنوات الماضية كان أحد أسبابها الرئيسية هو نفوذ محسن الأحمر على المؤسسة العسكرية، وتوجيهه بوصلة الحرب في مواجهة الجنوب مع التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
خطورة محسن الأحمر تمثّلت في أنه حوّل ما يعرف بالجيش الوطني إلى فصيل يؤوي إرهابيين، مستغلًا في ذلك علاقاته القوية مع تنظيم القاعدة الذي جذبه إلى المنطقة منذ عقود.
إزاحة محسن الأحمر النقطة الأهم ولكنها ليست الوحيدة من أجل القضاء على هذه الاختلالات، فعلى مدار السنوات الماضية عمل الأحمر على وضع رجاله وعناصر موالية له بشكل مباشر، على رأس المنظومة العسكرية.
تكمن خطورة هذه العناصر في أن ولاءها لم يكن لصالح قضية تدافع عنها، لكنها كانت توالي محسن الأحمر وتتقاضى منه أموالًا ضخمة لتنفيذ مهام عسكرية بل وحتى سياسية تتخادم جميعها مع المليشيا الحوثية.
الفترة المقبلة يبدو أنها ستكون مليئة بالزخم العسكري، لا سيّما بعدما عزفت المليشيات الحوثية عن المشاركة في مشاورات الرياض، فصلًا عن الخروقات المتواصلة التي ارتكبتها للهدنة الأممية التي يفترض أن تستمر شهرين.
هذا الواقع صبغ المرحلة المقبلة بأنها ستكون عسكرية بشكل كبير، تتخللها الكثير من المواجهات الأمنية مع الحوثيين، وحسم هذه المعارك يتطلب الانخراط في عملية تطهير شاملة لما يُعرف بالجيش الوطني، إذ لن يكون كافيًّا الاقتصار على إزاحة الأحمر وحده.
عملية التطهير اللازمة، يرى محللون، أنها يجب أن تطال المؤسسة العسكرية بأكملها، بما يتضمن وضع كفاءات تتحلى بالوطنية والكفاءة تباشر إدارة العمليات العسكرية بحثا عن نصر شامل على المليشيات الحوثية ودحر مشروعها الخبيث.