أربكت المشهد في صنعاء وهددت بزوال الحوثي.. من هي “أنصار المهدي”؟

المرسى – تقرير خاص

تشهد محافظات صنعاء وصعدة وذمار توترات أمنية منذ أيام على خلفية اعتقال مليشيا الحوثي 200 شخص من حركة “أنصار المهدي”.

وانفجر الوضع يوم الأربعاء الماضي 28 سبتمبر 2022 حين ذهب 200 شخص من حركة أنصار المهدي إلى صعدة للإعتصام ومطالبة مليشيا الحوثي بالإفراج عن زعيمهم المدعو “حسن التهامي”.

واعتقلت مليشيا الحوثي المعتصمين ليظهر فجأة آلاف المؤيديين للحركة في عمق مناطق المليشيا، لتندلع الصدامات بين الجماعتين.

فمن هي حركة “أنصار المهدي”؟

ظهرت مؤخرًا عشرات الفيديوهات لأنصار الشيخ “حسن التهامي” يرددون شعار “الله أكبر أمِت أمِت” قائلين إنها صرخة أطلقها الرسول خلال معاركه بمعنى “اقتل اقتل”.

ولا يعرف تحديدًا تاريخ نشوء هذه الحركة، لكن أنصارها يؤكدون أن زعيمهم ليس المهدي.

ويدّعي أتباع الحركة أن زعيمهم “حسن التهامي” يمهد الطريق أمام ظهور المهدي المنتظر وأنهم جميعًا في الحركة أنصار للمهدي، بمن فيهم زعيم الحركة.

ونشر أتباع الحركة تسجيلًا صوتيًا للتهامي، اطّلع عليه المرسى الإخباري، يؤكد فيه أنه مناصر للمهدي.

وظهر في الصورة التوضيحية المرفقة بالتسجيل اسم “محمد بن عبدالله الحودلي” المعروف ب”حسن التهامي”، وهو ما يدعم صحة الإدعاءات حول انتحال الاسم.

حقيقة التهامي

وقال مصدر إعلامي إن الإسم الحقيقي لزعيم الحركة هو “محمد عبده صلاح الحودلي” وله أصول من ريمة ومن تهامة.

وأفاد بأن الحودلي من مواليد مكة وخرج مع المغتربين من المملكة العربية السعودية عام 1990 أيام أزمة الكويت وسكن في الحديدة وهناك جمع كتب البخاري ومسلم وابن تيمية وابن باز وأحرقها قائلًا إنه لا يؤمن الا بالقرآن.

وبعد تلك الحادثة تعرض للإعتداء الشديد في مسجده وغادر الحديدة إلى مكة وهناك ادعى أنه المهدي، ليتم سجنه 4 سنوات وترحيله مجددًا إلى اليمن.

وبعد عودته لليمن سُجن لمدة عامين في أواخر حكم الرئيس الأسبق على عبدالله صالح، وخرج من السجن قبل الحرب وغير اسمه إلى السيد حسن الشريف التهامي.

الانطلاقة

انطلق “التهامي” بالإسم الجديد وسجل محاضرات في صنعاء والحديدة واشتغل عبر الإنترنت وكوّن أنصارًا في مختلف دول العالم ولديه أنصار في تونس وليبيا والمغرب سبق أن سافر إليهم لإلقاء محاضراته.

وحسب المصدر الإعلامي، فإن “التهامي” استمر في نشاطه حتى اعتقله الحوثي قبل 3 سنوات حين أصبح نشاطه مقلقًا.

دعم كبير

يتلقى “التهامي” دعمًا من مشائخ كبار وتجار ورجال مال وأعمال واستطاع أن يحشد أنصاره بكل محافظة وبصمت، وفق المصدر.

وقال المصدر، إن “التهامي” كان حليفًا للحوثي ولم يهاجم المليشيا حتى أنه أستقطب كثيرًا من القيادات السلالية (الهاشمية) في صفوف الحوثيين وكانوا يغطون على تحركاته في صنعاء حتى قويت شوكته.

وسبّب نفود “التهامي” المتزايد قلقًا لزعيم مليشيا الانقلاب عبدالملك الحوثي والذي قرر اعتقال “التهامي” دون تهمة.

وأشار المصدر إلى أن من ينظم ويدعم المظاهرات المطالبة بالإفراج عن “التهامي” هم قيادات حوثية موالية له من تحت الطاولة.

وأضاف “لذلك تجد المتظاهرين غير خايفين من الحوثي وذهبوا إلى صعدة للتظاهر وهم واثقين أن لديهم سند قوي يدعمهم وحتى لو تم سجنهم سيتم إخراجهم”.

تهديدات ضمنية

وظهر العديد من حركة “أنصار المهدي” يتحدثون من داخل السجون التابعة لمليشيا الحوثي في ذمار وهم يتوعدون الحوثي.

وقال أحد المناصرين للحركة من أبناء مدينة ذمار في أحد الفيديوهات المنسوبة للمعتقلين “إن الله سيهلك الظالمين وان مصيرهم إلى زوال” في إشارة إلى مليشيا الحوثي التي سجنتهم.

ويرى مراقبون أن العديد من المعتقلين ليسوا مناصرين للحركة ولكنهم وجدوا فيها فرصة للتعبير عن استيائهم ورفضهم للوضع المعيشي الصعب تحت سيطرة المليشيا والثورة عليها من غير أن تلفق لهم تهم العمالة لأمريكا وإسرائيل.

ورجح المراقبون أن تزداد الأوضاع توترًا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بالتزامن مع غليان الشارع الذي طفح به الكيل من سطوة الكهنوت الحوثي.

Exit mobile version