محجوب.. طارده الموت الحوثي في الدريهمي وشرّد أسرته

المرسى – الحديدة

ما زالت المصائب التي تصدرها مليشيا الحوثي تطارد “محجوب حسن عبد الرحمن” وأسرته، أين ما حلوا.

فبعد أن هجّرتهم مليشيا الحوثي قسرًا بقوة السلاح من منزلهم الواقع في الدريهمي، لجأ محجوب مجبراً إلى عشّة صغيرة في منطقة الطائف، لعله يسلم وأسرته من بطش الحوثيين.

في منطقة الطائف غربي الدريهمي كان محجوب يستقل دراجته النارية قاصداً المطعم حيث يعمل خبازًا ليعود صباح اليوم التالي إلى العشة حاملًا في جعبته وجبة الإفطار لزوجته وأولاده الثلاثة (مهند ورحيق وعبدالرحمن).

في إحدى مشاوير محجوب المعتادة إلى المطعم انفجر به لغم حوثي ليفارق الحياة فوراً وقد تمزقت جثته إلى أشلاء، كما تمزقت أسرته بعد موته أيضًا حيث تضردت مرة أخرى من الطائف إلى قرية المركوضة.

تتحدث “عوش عبده” بكمدٍ عن موت زوجها: انفجر بزوجي لغم حوثي قطع جسده وحوله إلى أشلاءٍ متناثرةٍ على الأرض، لقد رأيت قطعةً من اللحم ملقاة بالقرب من الانفجار؛ لقد كانت تلك قدم زوجي، ملقاة بعيدًا عن بقايا الجسد، حتى دراجته من شدة الإنفجار شُقت إلى نصفين.

وتضيف عوش هناك الكثير من الضحايا الذين فتكت بأرواحهم الألغام الحوثية بغتةً كحال زوجي، أطفال ونساء ورجال، الجميع هنا متعبين، بسبب الألغام التي زرعتها المليشيا الحوثية.

وتتسأل “عوش” في حيرة، لقد هربنا من الدريهمي بسبب قذائف الحوثيين التي هدمت منزلنا، وأتينا إلى الطائف، فراح زوجي ضحية لغم حوثي، ثم نزحنا مجددًا إلى المركوضة. لقد أتعبونا، إلى أين سنهرب بعد من بطش هؤلاء الحوثيين؟

من جهته يعبر “منهد محجوب” عن المأساة التي أودت بحياة والده: لقد سمعت انفجار اللغم، حينها ركضت مسرعًا ولكنني وجدته جثةً هادمة على جهةٍ من الطريق و بقايا دراجته في الجهة أخرى.

ليس “محجوب” الضحية الوحيدة للألغام الحوثية، بل هناك الآف كمحجوب، كما أن هناك الآف الأسر كأسرته، وجدت نفسها فجأة بلا سند ولا معيل تواجه أموج الحياة العاتية بصدور عارية، وبطون تعتصر جوعًا.

ويبقى السؤال عالقًا بلا أجابة مع كل مأساة تصنعها الألغام الحوثية، متى يتخلص هؤلاء البسطاء في محافظة الحديدة من خطر الألغام الوجودي؟

Exit mobile version