شؤون دولية

القرص الصلب”.. وثائقي يفسر “المخزون الإباحي” لبن لادن

من المحتمل أننا لن نفهم أبدًا بالضبط كيف تمكن زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل، أسامة بن لادن من التوفيق بشكل شخصي بين أوجه تناقضاته العديدة المتضاربة.

لكن ربما يتسنى لنا أن نتيقن أنه كان سيبغض فيلما وثائقيا تبثه قناة “ناشيونال جيوجرافيك” بعنوان “القرص الصلب لبن لادن”، يُعمق البحث في كنز المواد الرقمية والمكتوبة، التي صادرتها وحدة القوات الأمريكية الخاصة، والتي اقتحمت مجمعه في أبوت آباد، بباكستان 2 مايو/أيار 2011، وأنهت حياته بأمر من الرئيس السابق باراك أوباما.

وبالنسبة للرجل الذي يقدر سريته، فإن هذا الكشف العلني عن أفكاره وعاداته الأكثر خصوصية كان سيشكل ذروة الإحراج؛ لا سيما أنه، كما يُذكّر العرض الخاص المشاهدين، أن “الكنز الدفين” المتحفظ عليه كان يتضمن عددًا كبيرًا من المواد الإباحية، حسبما ذكر موقع “ديلي بيست” الأمريكي.

والكشف عن أن بن لادن لديه الكثير من مقاطع الفيديو والصور الفاضحة على أقراصه الصلبة ليس جديدًا؛ حيث أعلنت عنه لأول مرة رويترز عام 2011، ومنذ ذلك الحين وصفه المسؤولون بأنه “واسع النطاق إلى حد ما”.

وفي هذا الإطار يذكر مقدم العرض، بيتر بيرجن، محلل الأمن القومي في “سي إن إن” الذي كان، في عام 1997، أول صحفي غربي يجري مقابلة مع بن لادن عبر التلفزيون، أن “كمية كبيرة من المواد الإباحية” صادرتها فرقة القوات الخاصة التابعة للبحرية.

ولا يقدم عرضه التلفزيوني الخاص الذي يستمر لمدة ساعة، ويبث في 10 سبتمبر/أيلول الجاري أي تفاصيل أخرى حول الجنون المنحرف الذي كان يشاهده بن لادن أو حتى ما إذا كان يشاهده على الإطلاق.

وعن هذا الفيلم يقول بيرجن: “عبر استكشاف هذه الأقراص الصلبة، من الواضح أن المعلومات الرقمية يمكن أن تقول الكثير. إن ملفات أسامة بن لادن تركت وراءها بصمة لرجل غامض مسؤول عن قتل آلاف الأشخاص”.

وأضاف: “سوف يتذكره التاريخ لذلك، ولكن من أجل اختراق تصور هذا الزاهد الذي يعيش في كهف خلال حملة مقدسة، من المهم بالنسبة لنا أن نرى كيف قام بصياغة مقاطع الفيديو التي تم بثها لمتابعيه”.

وأضاف بيرجن: “فهمه أمر حيوي من أجل محاربة (أشباه) بن لادن المحتملين الآخرين في المستقبل”.

وعلى الرغم من أن المواد الإباحية كانت بالتأكيد على أقراصه الصلبة، لكن المستهلك الفعلي لهذا المخبأ المصنف إباحيا لا يزال يمثل لغزًا، وحقيقة أن العديد من أجهزة حاسوب بن لادن كانت مملوكة سابقًا لآخرين تترك بعض الشك حول ما إذا كان هو من قام بتجميعها في الأصل.

لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو اقتراح فيلم “القرص الصلب لبن لادن” بأن مقاطع الفيديو الجنسية للزعيم الإرهابي (التي لا تعرف أصولها، حيث لم يكن لديه اتصال بالإنترنت) كانت أدوات مستخدمة للتواصل مع أتباعه.

ووفقا لرسائله، كان بن لادن يخشى استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة لنشر رسالته، لأن التشفير لا يمكن الوثوق به. هذا هو السبب في أن معظم تفاعله مع العالم الخارجي كان عبر رُسل.

ومع ذلك، الفرضية التي يطرحها فيلم بيرجن، وهو من إخراج آرون كونكيل، هي أن زعيم “القاعدة” ربما كان يخفي تعليمات تشفير في ملفاته الإباحية، وهي وسيلة خادعة لتجنب الكشف عن طريق اقتران أوامر قاتلة بهذا النوع من المحتوى المشين الذي يدينه بشدة.

فرضية أكثر واقعية

لكن ثمة فرضية أخرى أكثر واقعية، كما يقول الطبيب النفسي الجنائي، ومستشار وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ريد ميلوي، من الممكن أن يكون بن لادن، على الرغم من كل مزاعمه الخارجية حول التقوى والتواضع والصلاح، رجلاً عاديًا يريد أحيانًا الاستمتاع، لأن “البيولوجيا تتفوق على الأيديولوجيا”.

ورغم أن الإجابات الحاسمة حول هذا الموضوع ليست وشيكة، ليس هناك شك في أن هذا الكشف المصنف إباحيا يعبر عن نفاق بن لادن الشامل، الذي سرعان ما يصبح المغزى الحقيقي لفيلم “القرص الصلب لبن لادن”.

يأتي الفيلم الوثائقي في الوقت الذي تحذر فيه ابنة شقيق بن لادن من أن هجومًا آخر على طريقة 11 سبتمبر/أيلول ربما يكون وشيكا.

وقالت نور بن لادن (33 عامًا)، في أول مقابلة لها على الإطلاق مع صحيفة “نيويورك بوست”: “انتشر داعش في عهد إدارة أوباما/ بايدن، ما أدى بهم إلى القدوم إلى أوروبا”.

وأصافت: “لقد أظهر (دونالد) ترامب أنه يحمي أمريكا ويحمينا بالتبعية من التهديدات الخارجية من خلال القضاء على الإرهابيين من جذورهم وقبل أن تتاح لهم فرصة الضرب”.

وأشارت بن لادن المولودة في سويسرا، التي تتهجى اسمها بشكل مختلف عن اسم عمها سيئ السمعة، إنها تعتبر نفسها “أمريكية في الصميم”، وتقول إنها تؤيد الرئيس ترامب في عام 2020.

المصدر : العين الإخبارية

اشترك في اخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com