العلاقات التركية الإسرائيلية.. تفضح تناقض أردوغان المتاجر بقضية الفلسطينيين
المرسى |وكالات
لا يتوقف أردوغان عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فما أن تم الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، والتي أوقفت خطوة الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية، سارع إلى مهاجمتها ملوحا بقطع العلاقات مع أبوظبي وسحب سفير بلاده
في الوقت الذي يهاجم فيه النظام التركي معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تناسى رجب طيب أردوغان أن بلاده كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، وبدأت علاقات رسمية معها عام 1949؛ حيث رفرف العلم فوق مبنى سفارتها في تل أبيب.
تناقضات أنقرة الحليف القوي لتل أبيب وصاحبة العلاقات التجارية والاقتصادية معها، والتي انطلقت عام 1949، تظهر دوما متاجرة تركيا بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، سعيا وراء اكتساب مكانة زائفة، لم تقدم في الواقع ما يبرهن على ذلك، بعكس المبادرة الإماراتية التي يتوقع أن تحقق انفراجة كبيرة تخدم القضية الفلسطينية
سعى أردوغان منذ توليه الحكم لتعميق العلاقات مع إسرائيل، لينتقل بها إلى مرحلة العلاقة “الاستراتيجية”.
على الصعيد العسكري، تركيا تعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي.. الاتفاقيات بدأت بتحديث (F-4) فانتوم تركيا وطائرات (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، مرورا بترقية إسرائيل 170 من دبابات M60A1 لتركيا، مقابل 500 مليون دولار، وصولا للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.
تجاريا، تعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوق فيها تركيا بضائعها، بحجم تبادل تجاري وصل إلى 6 مليارات دولار في 2019
ويقول المسؤولون الإسرائيليون والأتراك إنهم يطمحون لرفعه إلى 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة.
ورغم كل الأموال التي ينفقها النظام التركي على الترويج الإعلامي لخلق فكرة وهمية أنه يدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين أكثر من غيره، يأتي تقرير صادر عن الأونروا ليسقط كل الأقنعة، فمن بين أهم 20 داعما ومتبرعا للشعب الفلسطيني، لا يظهر اسم تركيا ولا قطر ولا إيران على الإطلاق.
على النقيض، فالإمارات داعم دائم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة حريته وإنهاء الاحتلال لأرضه، وهي كذلك تدعم صموده من خلال المساعدات المالية والإنسانية؛ إذ تحتل الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر عشر 10 دول داعمة ماليا لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين 1994، وكان اخرها مساهمات بأكثر من (828.2) دولار من عام 2013 إلى أبريل/نيسان 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ما تفعله الإمارات اليوم تجاه القضية الفلسطينية امتداد بديهي لمواقف خالدة أرسى لبنتها الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، تزدان بها مجلدات التاريخ وتفتخر بها أجيال البلدين، رغم أنف أردوغان ونظامه الإخواني المفلس