عقوبات وتهديدات.. هل بدأ بايدن مراجعة سياساته تجاه الحوثي؟

المرسى – سكاي نيوز عربية

اعتبر محللون يمنيون أن هناك تحركات إيجابية خلال الآونة الأخيرة من قبل الإدارة الأميركية تجاه ميليشيات الحوثي وإعادة تقييم عام لسياساتها في اليمن بعد جرائم وانتهاكات متصاعدة هددت السلم والأمن بالمنطقة، ما ينذر بعودة وشيكة لتصنيفها إرهابية.

وقالت الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن الهجمات الأخيرة تعيق الحل الدبلوماسي في اليمن و”لن نتردد في فرض عقوبات على قيادات الحوثيين”.

بينما كشفت تقارير أن إدارة بايدن بصدد فرض عقوبات مالية جديدة خلال هذا الأسبوع على ميليشيات الحوثي وقادتها.

وأزالت إدارة بايدن الحوثيين من قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية في فبراير 2021 بعد نحو شهر من قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بدعوى أن القرار “يُعقد المساعدات الإنسانية إلى اليمن”.

وعقب إلغاء القرار، حولت الميليشيا الحوثية المدن اليمنية إلى حمام دم وزجّت بعشرات الآلاف من عناصرها والأطفال في محارق الحرب، فضلا عن أعمال قرصنة متصاعدة في البحر الأحمر، إضافة إلى تصعيد استهدافات دول الجوار بصواريخ باليسيتة.

إخفاق كبير لبايدن

الكاتب والمحلل السياسي اليمني، معين الصيادي، قال إن “سياسة بايدن الخارجية أخفقت منذ أيامه الأولى الدولية لا سيما في الشرق الأوسط المفخخ بالجماعات الإرهابية الممولة مباشرة من طهران عسكريا ولوجستيا وحتى ماليا، خاصة والأخيرة تسعى وراء استكمالها مشروعا توسعيا بدأته من لبنان والعراق، ثم سوريا واليمن حيث تتخذ من الأخير مركزا للتمدد في المحيط العربي”.

وأضاف الصيادي، في تصريح ل”سكاي نيوز عربية”: “وفي اليمن -تحديدا- الذي يشهد حربا شرسة لسنوات ضد الميليشيا الحوثية يقودها التحالف العربي، كان من الأفضل عدم تسرع إدارة بايدن بإلغاء قرار سلفه ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، لاعتبارات عدة؛ أبرزها، سبق وأن صدرت بحق زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي وقيادات أخرى عقوبات من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة نفسها، تؤكد أن هذه الجماعة لا تقبل بكل ما يعارض مشروعها المدعوم إيرانيا”.

وأشار إلى أن “تعامل بايدن مع هذه الميليشيا الإرهابية -تحديدا- بسياسة النفس الطويل اعتبرته الأخيرة ضوءا أخضر دفعها لمزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين العزّل في اليمن، وتوسيع دائرة جرائمها حد استهدافها دول الجوار بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة -أدينت دوليا بحملها بصمات إيرانية- على الجيران في مقدمتهم السعودية والإمارات اللتين تساندان اليمنيين في الخلاص من أداة القتل الإيرانية بناءً على دعوة رسمية”.

ولفت إلى أن “سياسة إدارة بايدن المراوغة لم تفلح، ما يحتم على الإدارة الأميركية تغيير مفاهيم تحالفاتها في المنطقة قبل أن تصدأ وتتآكل”.

مراجعة سريعة للسياسات

بدوره، قال الكاتب اليمني، راجح الشيباني، إنه من خلال إزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب وقطع الدعم الأميركي لمواجهة الميليشيات، شجعت إدارة بايدن الحوثيين ومنحتهم حرية الحركة لارتكاب جرائمهم، وأسهم كذلك في تصعيد ميليشيات الحوثي لهجماتهم الصاروخية.

وأضاف الشيباني، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الإدارة الأميركية عند وصول بايدن إلى البيت الأبيض اتخذت سياسة غير حازمة تجاه التهديد الذي تشكله ميليشيات الحوثي في اليمن، واعتقدت بأن سياسة التهادن ستجدي في دفع الحوثيين إلى السلام والانخراط في عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة لكن الأيام أثبتت صدق رؤية ترامب.

وأكد أن العقوبات المرتقبة ستكون أكثر وقعا على قادة الميليشيات وتعد بمثابة مراجعة من إدارة بايدن تجاه سياساتها بعد تعريض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر.

إعادة تصنيفها إرهابية

والأربعاء، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن هجمات الحوثيين ضد المدنيين هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى حل للأزمة، و”سنتخذ المزيد من الخطوات ضد الحوثيين على ضوء الهجمات الأخيرة”.

وأضاف إن قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ما زال قيد الدراسة و”لن نتردد في فرض عقوبات على قيادات الحوثيين”.

وقالت وكالة “أسوشيتد برس”، في تقرير لها، إن ميليشيات الحوثي تعرض إدارة بايدن لانتكاسة أخرى في السياسة الخارجية، حيث شنوا ضربات عبر الحدود بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية استهدفت السعودية والإمارات.

وتابعت: “في مواجهة ذلك، يدرس المسؤولون الأميركيون الإجراءات المالية التي تستهدف الحوثيين وكبار الشخصيات في الجماعة، مع احتمال فرض عقوبات جديدة في أقرب وقت هذا الأسبوع”.

وأفادت أن إدارة بايدن تسعى إلى طمأنة الحلفاء الاستراتيجيين الخليجيين، بما في ذلك السعودية والإمارات، بأنهم سيقدمون الدعم الدفاعي.

Exit mobile version