الإعدام لأول مناصر للحوثي بالحديدة شيخ “صليل” بتهمة اغتيال الصماد
كان أول من آمن بالمسيرة الحوثية في الحديدة ونسّق لأنشطتها داخل المحافظة في وقتٍ مبكر منذ عام 2006، لكن ذلك لم يشفع له عند المليشيا التي تتهمه اليوم باغتيال الصماد وتنتظر تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضده.
الشيخ علي بن علي القوزي الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة الحديدة شيخ مشايخ قبائل صليل في شمال الحديدة معتقل منذ حوالي سنة في سجون المليشيا الحوثية، وقبل شهر أصدرت المحكمة الجزائية بالحديدة التابعة لمليشيا الحوثي حكماً بالإعدام على القوزي ونجله بتهمة اغتيال رئيس المجلس السياسي للإنقلاب صالح الصماد.
وتفيد مصادر مطلعة لـ”المرسى” بأن القوزي كان رهن الإقامة الجبرية في منزله بمديرية القناوص قبل اعتقاله، إثر خلافات حادة نشبت بينه وبين قيادات مليشيا الحوثي بعد رفضه القيام بأعمال محافظ الحديدة، منتصف العام 2018، وذلك عقب إيقاف الحوثيين للمحافظ وقتها اللواء حسن الهيج الذي تربطه بالقوزي صلة قرابة.
المصادر ذكرت أن مليشيا الحوثي أقدمت على اختطاف أحد أقارب الشيخ القوزي، في وقت لاحق، ماجعل حدة الخلافات تتطور بين الطرفين وحدثت اشتباكات بين أقارب القوزي ومشرف الحوثيين بمديرية القناوص.
وبحسب معلومات مؤكدة، فإن القوزي حينها هدد بسحب المقاتلين الموالين له الذين يقاتلون في صفوف الحوثيين، ورفض تجنيد مقاتلين آخرين من أبناء قبيلته إذا لم يفرج الحوثيين عن المختطف، الأمر الذي جعل المليشيا تضعه رهن الإقامة الجبرية وتتهمه بالتواصل مع الحكومة الشرعية قبل أن تلفق له تهمة اغتيال الصماد.
ويأتي قرار تصفية القوزي – وفقاً لمراقبين – ضمن حملة الترهيب الحوثية بالإعدامات والتصفية للمشايخ والوجاهات القبلية والقيادات السياسية والمحلية الموالية للمليشيا والتخلص منهم، بالتوازي مع إجراءات التضييق وتشديد المراقبة وتقييد حركة البعض ومنع آخرين من المغادرة.
ويشير المراقبون إلى أن شخصيات قبلية ومشايخ وأعضاء في مجالس محلية وعسكريين سابقين باتوا يتحاشون الخروج ويلازمون منازلهم فيما يشبه الإقامة الجبرية بالتزامن مع اعتقالات وتلفيق اتهامات بالخيانة وغيرها من قبل مشرفين وقيادات المليشيا الحوثية طالت مرافقين وأنصاراً ومقربين.
وتزايدت حالة التوتر والترهيب بين أوساط الموالين للمليشيا في الحديدة بعد قرار تصفية القوزي وبالتزامن مع موجة التصفيات وتخلص الحوثيين من حلفائهم في المحافظات الشمالية من صعدة وعمران وحجة، وآخرها تصفية وسحل القيادي الحوثي مجاهد قشيرة في عمران.
من جهة أخرى قالت مصادر قبلية وسياسية، إن تصفية الشيخ القوزي هدف حوثي بحد ذاته ودفعت إليه قيادات حوثية على علاقة بصراع المصالح والنفوذ، بهدف التخلص من شخصية قيادية ووجاهة قبلية نافذة غير مرغوب فيها، وإن كانت من الموالين والمحالفين، علاوة على فرض مزيد من السطوة والرعب في نفوس المشايخ الآخرين.
وأضافت، إلى جانب الإدعاء أمام أنصار المليشيا بالوصول إلى الجاني في قضية مصرع الصماد، الأمر الذي فسره آخرون بتوجه لدفن القضية والحقيقة.