الساحل الغربي

إعدام القوزي: الحوثي يصفي شيخ قبائل شمال الحديدة

المرسى – خاص

تعتزم مليشيا الحوثي تتفيذ حكم الإعدام بحق أمين عام محافظة الحديدة الشيخ علي بن علي القوزي وثمانية من مرافقيه، غدًا السبت.

وقالت مصادر في إعلام الحوثيين، إن حكم الإعدام بحق الشيخ القوزي وثمانية من المعتقلين في سجون المليشيا منذ نحو 3 سنوات سيُعدمون غدا في ميدان السبعين بصنعاء.

وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة الخاضعة للحوثيين بالحديدة (غير قانونية) في أغسطس 2020 حكما بالإعدام على 16 شخصا في قضية مصرع القيادي الحوثي صالح الصماد.

ومن بين قائمة المتهمين، التي احتوت على أسماء ملوك ورؤساء دول، لم يكن حاضرا في جلسات المحاكمة سوى أمين عام محافظة الحديدة وشيخ مشائخ قبائل صليل في الجزء الشمالي من محافظة الحديدة علي القوزي وعدد من مرافقيه.

وفي محاكمة صورية، تواصلت بعد انسحاب هيئة الدفاع عن القوزي احتجاجا على ما أسموها بالأحكام الجاهزة، صدر الحكم بإعدام القوزي بدون أبسط شروط العدالة ليكون القوزي “كبش الفداء” في القضية.

في أكتوبر 2019 أعلنت هيئة الدفاع عن الشيخ علي القوزي انسحابها من الترافع في قضية موكليهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بالحديدة.

وقالت هيئة الدفاع في مذكرة حصل “المرسى” على نسخة منها، إن انسحابها جاء استشعارا بعدم قدرتها عن تقديم أي دفاع نافع أو مفيد لموكليها نظرا للعراقيل التي تم وضعها أمام هيئة الدفاع والمخالفة للقانون، والتي وجدت معها هيئة الدفاع أن مجرد استمراريتها بالمثول أمام المحكمة ليس إلا من قبيل شرعنة الإجراءات والقرارات والمواقف المتصلبه بدون مبرر شرعي أو مسوغ قانوني.

وجاء في المذكرة المؤرخة في 8 أكتوبر 2019، أن هيئة الدفاع أدركت من خلال الموقف المتصلب والمتشدد ومن خلال الكلام الذي يصدر عن رئيس المحكمة أنه مقتنع بالأقوال المنسوبة للمتهمين قناعة تامة، وأنه يعتبرها دليلاً مثبتاً رغم تكاذبها مع نفسها ومع الواقع واستحالة الأخذ بها كدليل، إضافة إلى التضييق الزمني المخالف للقانون وإعطاء هيئة الادعاء وقتاً وحقوقاً أكثر من هيئة الدفاع.

وبحسب المذكرة فقد تأكد لهيئة الدفاع أنه يراد منها أن تكون مجرد ديكور وشاهد على الكيفية التي سيتم بمقتضاها الافتراء على المتهمين ومصادرة حقهم في الدفاع لإيقاع حكم بالغ القسوة بحقهم، مؤكدةً أن مسألة إدانة المتهمين مسألة وقت فقط.

ورصدت هيئة الدفاع عدداً من المخالفات القانونية الواضحة للمحكمة، من بينها عدم اثبات شهادة 4 شهود على الشيخ القوزي لأنها تثبت تعرض القوزي للتعذيب وغيره للتعذيب أثناء جمع الاستدلالات مما يجعل الأقوال المنسوبة إليه باطلة.

كما أكدت هيئة الدفاع أن الفيديو الذي قدمه الإدعاء كدليل على قيام القوزي بوضع شريحة تتبع في جيب مرافق الصماد، لا يوجد فيه ما يثبت صحة الاتهامات، الأمر الذي لم تثبته المحكمة في المحضر وذلك لقناعتها المسبقة الأقوال المنسوبة للمتهمين.

اعترافات تحت التعذيب

وكان المحامي عبدالمجيد صبرة كشف عن تعرض الشيخ علي قوزي لأقسى صنوف التعذيب في معتقلات الحوثيين وانتزاع اعترافاته كرهًا.

وقال عضو هيئة الدفاع عن القوزي، عبدالمجيد صبرة، في تصريح له، إن القوزي تعرض للتعذيب طيلة فترة إخفائه قسرا لمدة ستة أشهر لانتزاع اعترافات ملفقة في قضية مصرع القيادي الحوثي صالح الصماد.

وكانت الشعبة الإستئنافية الجزائية المتخصصة بالحديدة (غير قانونية) عقدت في ديسمبر الماضي أولى جلساتها في قضية مصرع الصماد.

وكشف المحامي صبرة عن ارتكاب المحكمة الحوثية لانتهاكات قانونية جسيمة بحق الشيخ علي القوزي وتسعة متهمين آخرين تم حبسهم احتياطيا بعد اختطافهم وإخفائهم قسراً لمدة ستة أشهر وتلفيق عدد من التهم الكيدية ضدهم.

وقد تعرض القوزي وبقية المختطفين للإخفاء القسري لمدة ستة أشهر من بعد اعتقالهم مباشرة في شهري 9/10/2018م ولم يعلم أقاربهم عنهم شيئ وهل هم أحياء أم أموات إلا في تاريخ 17/4/2019م وهو تاريخ انعقاد أولى جلسات المحاكمة.

وخلال فترة الإخفاء القسري تعرض المختطفون لأشد أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي، ويذكر محامي الدفاع من هؤلاء المتهم علي بن علي إبراهيم القوزي حيث تحدث أمام المحكمة في عدد من الجلسات حول التعذيب الذي تعرض له.

وقال القوزي للمحكمة الحوثية، بحسب ما نقله محامي الدفاع، “أنه بعد اعتقاله حققوا معه خمسة عشر يوما وأنه أفادهم بالحقيقة بأن التهمة المنسوبة إليه لا لها أساس كذلك فيما يتعلق بالمقبوض عليهم ابن أخيه ومن إليه، وبعد ذلك تم نقله من البيت الذي كان محبوسا فيه إلى مكان آخر وتم التحقيق معه عشرين يوما تحت التعذيب وأعاد لهم الكره بأن التهمة المنسوبة إليه لا أساس لها”.

ويضيف المحامي: “من ثم تم التحقيق معه في ذات التهمة لمدة شهرين وعدة شهور لا يذكر، وبعد أن زاد التعذيب عليه بإيقافه من مساء الخميس بعد المغرب حتى بعد صلاة الجمعة اليوم الثاني على رجله وبعدها تم رشه بالماء البارد في عز البرد”.

وتابع: “ومن ثم تركيبه على حديده تسمى الحصان تفترق فيها رجله حتى يتقطع أعصاب الأفخاذ وبعدها تم كلبشته من الخلف بغتره ويطرحوا بين اليدين متكى حتى ينكسر العمود الفقري، ولفترات طويله من المغرب حتى صلاة الفجر وبعد أن اشتد العذاب تم حرمانه من النوم لأيام كثيرة حتى احس بالجنون وكان يتكلم بأي كلام بدون شعور”.

وبعد ذلك تم عرض مشاهد الفيديو المتعلق باثنين من المعتقلين واستعراض جزئية من اعترافاتهم وأقوالهم المسجلة والتي ذكر فيها اسم القوزي، حيث أنه بعد أن اشتد عليه الأذى ورأى الموت قام ببناء وتأليف اعترافات مسجلة في الفيديو المعروض خلال الجلسة.

ويؤكد عضو هيئة الدفاع أن ما ورد في تسجيل الفيديو المشاهد غير صحيح، مشيراً إلى عدم وجود وحضور عبدالسلام هيج وزين هيج ومحمد خالد هيج ومن ذكر بأقواله حيث لم يحضر ولم يشارك الاجتماع الذي حضره الصريع الصماد

ولفت صبرة إلى أن الحوثيين أجبروا القوزي تحت التعذيب والضغط على الاعتراف بتأليف دور أو قصة لكل من المتهمين، وكذلك الحال مع البقية.

حرمان من الزيارة

وأخفت مليشيا الحوثي المعتقلين التسعة منذ اختطافهم ولم تسمح لأهاليهم بزيارتهم سوى مرتين فقط.

وأمس أبلغت المحكمة الحوثية محامي الدفاع عبدالمجيد صبرة أن يبلغ أقارب المعتقلين أن لديهم الفرصة الأخيرة لزيارة أقاربهم المتهمين كونها آخر زياره وبعدها سيتم تنفيذ الإعدام.

وقال صبرة: “لم أتمكن من إستيعاب هذه العبارة كمحامي دفاع في هذه القضية يعلم كثير من تفاصيلها ويعلم يقينا براءة هؤلاء المتهمين من أي مشاركة في إغتيال صالح الصماد ومرافقيه”.

وأشار إلى أن “حق الزيارة في هذه القضية لهؤلاء المتهمين من الحقوق التي تم إنتهاكها بشكل سافر خلافا لكل المتهمين في هذا البلد سواء كانوا متهمين في قضايا أمن دوله أو قضايا عاديه فهؤلاء المتهمين غير معروف مكان احتجازهم منذ اعتقالهم حتى هذه اللحظه”.

وأضاف بأنه “عند السماح لأقاربهم بزيارتهم يتم إحضارهم من مكان إعتقالهم السري إلى مقر المحكمة التي يحاكمون فيها”.

وكان المقرر أن تكون الزياره الثالثه والأخيرة اليوم الجمعة الموافق حيث تم إبلاغ أقارب المتهمين بهذه الزياره من قبل المحامي، وقد طلب أقارب المتهمين تأجيل تلك الزيارة ليوم آخر نظرا لضيق الوقت وبعد المسافة من الحديدة إلى صنعاء.

لكن النيابة أصرت على رأيها بأن تكون الزيارة يوم الجمعة وأنها آخر زياره لهم وسيتم بعد ذلك تنفيذ الإعدام فاضطر أقارب المتهمين للإعتذار عن الحضور، وفق المحامي صبرة.

ويخشى أقارب المعتقلين من المضي في تنفيذ الإعدام قبل تمكنهم من إلقاء النظرة الأخيرة لاقاربهم المحكوم عليهم ظلما وعدوانا ويعتبرون أن تلك الأحكام هي مجرد أوامر بالقتل ليس إلا وأن تنفيذها هو جريمة قتل عمد مكتملة الأركان.

لذلك يستغيث أقاربهم بكل ضمير حي في هذا البلد أن يقفوا بكل جد مع هؤلاء المظلومين ويوقفوا هذه المذبحة بحق هؤلاء الأبرياء، وفقا لعضو هيئة الدفاع.

تصفية حسابات

كان القوزي أول من آمن بالمسيرة الحوثية في الحديدة ونسّق لأنشطتها داخل المحافظة في وقتٍ مبكر منذ عام 2006، لكن ذلك لم يشفع له عند المليشيا التي تتهمه اليوم باغتيال الصماد وتنتظر تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضده.

وتفيد مصادر مطلعة لـ”المرسى” بأن القوزي كان رهن الإقامة الجبرية في منزله بمديرية القناوص قبل اعتقاله، إثر خلافات حادة نشبت بينه وبين قيادات مليشيا الحوثي بعد رفضه القيام بأعمال محافظ الحديدة، منتصف العام 2018، وذلك عقب إيقاف الحوثيين للمحافظ وقتها اللواء حسن الهيج الذي تربطه بالقوزي صلة قرابة.

المصادر ذكرت أن مليشيا الحوثي أقدمت على اختطاف أحد أقارب الشيخ القوزي، في وقت لاحق، ماجعل حدة الخلافات تتطور بين الطرفين وحدثت اشتباكات بين أقارب القوزي ومشرف الحوثيين بمديرية القناوص.

وبحسب معلومات مؤكدة، فإن القوزي حينها هدد بسحب المقاتلين الموالين له الذين يقاتلون في صفوف الحوثيين، ورفض تجنيد مقاتلين آخرين من أبناء قبيلته إذا لم يفرج الحوثيين عن المختطف، الأمر الذي جعل المليشيا تضعه رهن الإقامة الجبرية وتتهمه بالتواصل مع الحكومة الشرعية قبل أن تلفق له تهمة اغتيال الصماد.

ويأتي قرار تصفية القوزي -وفقاً لمراقبين- ضمن حملة الترهيب الحوثية بالإعدامات والتصفية للمشايخ والوجاهات القبلية والقيادات السياسية والمحلية الموالية للمليشيا والتخلص منهم، بالتوازي مع إجراءات التضييق وتشديد المراقبة وتقييد حركة البعض ومنع آخرين من المغادرة.

من جهة أخرى قالت مصادر قبلية وسياسية، إن تصفية القوزي هدف حوثي بحد ذاته، دفعت إليه قيادات حوثية على علاقة بصراع المصالح والنفوذ، بهدف التخلص من شخصية قيادية ووجاهة قبلية نافذة غير مرغوب فيها، وفرض مزيد من السطوة والرعب في نفوس المشايخ الآخرين، إلى جانب الإدعاء أمام أنصار المليشيا بالوصول إلى الجاني في قضية مصرع الصماد، الأمر الذي فسره آخرون بتوجه لدفن القضية والحقيقة.

جدير بالذكر أن محافظ المليشيا في الحديدة محمد عياش قحيم كان أحد الشهود ضد الشيخ القوزي في نفس الفترة التي عين فيها الحوثيون قحيم قائماً بأعمال المحافظة.

اشترك في اخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com