المرسى – مجتمع
بالرغم من تجاوزه سن الستين، إلا أن ذلك لا يلاحظ عليه، بل إنه يبدو كما لو أنه في الأربعين وبحيوية شاب في العشرين من العمر.
يعزو المهندس علي عبدالله غالب، ذلك إلى النظام الغذائي الصحي والبرنامج الرياضي الذي يتبعه، ولم ينقطع عنه منذ أربعين عاماً، حتى إنه يفاخر أنه لم يخلع حذاءه الذي ارتداه صباحاً بعدما أجرى جولة اللياقة الصباحية، ليبدأ في إصلاح السيارات في مركزه الجديد.
يقول المهندس علي، في حديثه مع نيوزيمن، إنه عمل في أكثر من 8 دول عربية وإفريقية، لكنه في النهاية لا يسع الشخص سوى العودة إلى مسقط رأسه، ليفتتح مركز الاستقلال لهندسة السيارات الحديثة التي أدخلت فيها الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير.
لكن مركزه يعد الوحيد الذي يعمل بدون أجهزة تساعده في ذلك، وإن كان يرى أن العميد طارق تعقد عليه الآمال في مساعدته على تحقيق حلمه، في توسع المركز وتوفير أجهزته المطلوبة.
يقول متندراً على وضعية مركزه الهندسي الحديث، إن أرضيته المتربة لا تعطي دلالة على حقيقة حداثته، لكنها البدايات التي تبدأ بصعوبة في كل مراحل الحياة، وأن ذلك سيجعله يتغلب على ذلك مستقبلا.
عمل “غالب” في القوات المشتركة التي يصف العمل ضمن قواتها، بأنها خدمة وطنية، وضرورة لا بد منها، لكن تقدمه في العمر لم يعد متاحا له الاستمرار في ذلك، إذ إن ظروف المعركة تحتاج إلى شباب يتمتعون بالحيوية، ويفوقونه في القوة والنشاط، ولذا انسحب ليتيح هذا الدور لمن هو أكفأ منه، كما يقول.
يتطرق “غالب” إلى حاجة المخا لمركز صيانة حديث يعمل على أجهزة الكمبيوتر من أجل معالجة الأعطال الإلكترونية، إذ إن أغلب السيارات الحديثة تعمل وفقا لنظام كمبيوتري ونظام الكترونيك والكترونك فل انفكشن، وهو ما يسمى بنظام الحقن الالكتروني، والأعطال الكهربائية ذات الحقن الإلكتروني، لا يتم كشفها إلا بأجهزة الكمبيوتر.
ويؤكد أن جهاز الكمبيوتر بإمكانه اكتشاف العطل خلال دقيقة كأقصى حد، فيما يحتاج اكتشافه بدون ذلك إلى جهد قد يتراوح ما بين ساعة إلى ساعتين وقد يمتد إلى يوم وربما يصل إلى أسبوع.
ومع ما تتميز به أجهزة الكشف الكمبيوترية من قدرات إلا أنه بحاجة إلى قطعة أخرى، تسمى تتبع الظفيرة، وهي جهاز مرفق يتولى فحص القطع بدقة، ويصل سعر الجهازين إلى ستة آلاف ريال سعودي، أي ما يقارب من مليون ومأتين وثلاثين ألف ريال يمني.
ورغم وجود ورش عدة تعمل في المخا، إلا أن المهندس “غالب” يراهن على المنافسة بالاتكاء على خبرته الطويلة في المجال الهندسي، والتي تمتد لأكثر من 40 عاماً، فضلا عن مؤهله الدراسي كخريج المعهد التقني في تعز، والذي حاز على الترتيب الأول، وحصل فيه إلى جانب زميله علي القباطي على تقدير امتياز منحهما أفضلية أن يكونا معيدين فيه، لكنه فضل الاغتراب في السعودية والبحرين وقطر والكويت، وجنوب إفريقيا، جيبوتي، الصومال، و بركينافاسو في رحلة امتدت لربع قرن.
ويختم حديثه بالقول، إنه ليس بوسع المرء سوى العودة إلى مسقط رأسه وإن طاف العالم بأسره، إذ يظل الحنين للمنازل الأولى والبدايات الجميلة.
المصدر: موقع نيوزيمن الإخباري