من المسؤول عن قطع الاتصالات والانترنت جنوب الحديدة؟ (تحقيق)

المرسى – خاص

منذ شهر يتواصل انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية ويمن موبايل عن المديريات المحررة جنوب الحديدة.

وفي 23 مارس الماضي خرجت الاتصالات والانترنت عن الخدمة مديريتي الخوخة وحيس للمرة الثالثة عشرة منذ عام 2019 جراء أعمال تخريبية.

وأدى الإنقطاع المتكرر لخدمات الاتصالات والانترنت إلى عزل الخوخة وحيس عن العالم وتوقف النشاطات الإغاثية والإنسانية والتجارية إلى حد كبير وإلحاق خسائر فادحة بالمواطنين.

وفي كل مرة تُقيد العمليات التخريبية ضد مجهولين، وسط تبادل للاتهامات بين أطراف النزاع بالحديدة، واستمرار الانقطاعات، دون الوصول إلى الجناة.

المرسى الإخباري تقصّى عن أسباب الانقطاعات المتكررة ومن يقف وراءها، وحجم الأضرار والخسائر المترتبة عليها، في التقرير التالي.

13 انقطاع

بدأت انقطاعات الاتصالات والإنترنت جنوب الحديدة في الخوخة في العام 2019 والذي شهد انقطاع الخدمات نحو 4 مرات.

في العام الموالي 2020 سجلت الانقطاعات رقمًا قياسيًا بنحو 6 مرات، في حين تم رصد انقطاع مرة واحد على الأقل في العام 2021 ومرتين في العام 2022 آخرهما لازال مستمرا منذ أواخر مارس الماضي حتى لحظة كتابة التقرير.

وحدثت جميع أعطاب الكابلات -باستثناء الأخير- ضمن مناطق سيطرة القوات المشتركة الحكومية نتيجة أعمال تخريبية ونهب واستحداثات عسكرية.

أضرار وخسائر ثقيلة

تسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت في مديريتي الخوخة وحيس بانخفاض نشاط المنظمات الإغاثية إلى 20% من النشاط المفترض أن تقوم به خلال شهر ابريل الجاري.

َويفيد مصدر حقوقي للمرسى الإخباري أن العزلة التي تخيم على المديريتين أدت إلى مغادرة 40% من موظفي المنظمات بسبب البروتوكولات الأمنية الخاص بسلامتهم، ما نجم عنه نقص في الإمدادات الإغاثية لآلاف الأسر النازحة.

وتؤكد مصادر محلية توقف عشرات المنظمات والمؤسسات الإغاثية والإنسانية ومحال الصرافة جراء انقطاع خدمات الاتصالات الإنترنت.

غرماء كثر

تواصل المرسى الإخباري مع عدد من المصادر المطلعة وذات الصلة في مديريتي الخوخة وحيس حيث تتعدد الأسباب وراء الانقطاعات.

ويعد مخربون ضمن قوام القوات المشتركة متورطون في عمليات سرقة كابلات الألياف الضوئية في مناطق متعددة معظمها في مدينة الخوخة، وهو السبب الأبرز لمعظم انقطاعات الاتصالات والإنترنت وفقا للمصادر. في حين تسببت تحصينات عسكرية بتخريب كابل الاتصالات بشكل عرضي لمرة واحدة على الأقل.

وشوهدت لمرات محدودة أطقم عسكرية تقوم بحماية العناصر التخريبية في مديرية الخوخة على مقربة من معسكر أبي موسى الأشعري ويتخوف الأهالي من الإبلاغ عنهم أو الإدلاء بشهاداتهم.

حاولنا التواصل مع القيادة الأمنية في محافظة الحديدة ورفض مدير عام شرطة الحديدة العميد نجيب ورق الرد أو التعقيب على الأسئلة التي وجهها المرسى الإخباري بخصوص قيام الجهات الأمنية بدورها في ضبط المتورطين.

لكن مدير شرطة الخوخة اسماعيل قادروه أبدى تجاوبه للحديث، ولدى سؤاله عن الاتهامات الموجهة لجهات عسكرية وأمنية بالتواطؤ أو التستر على المتهمين وحمايتهم، ولماذا لم يتم القبض على المتهمين؟ نفى قادروه معرفته بالأمر.

وأجاب قادروه في معرض ردوده على أسئلة المرسى قائلا “بالنسبة لهذا الموضوع ليس عندي علم به لأن الانقطاعات التي تحصل هي في نطاق اختصاص أمن حيس ربما هذه المعلومات تكون موجوده لديهم كونهم منطقة الاختصاص”.

تصريح قادروه أشار إلى الحادثة الأخيرة في حيس دون التطرق إلى الحوادث السابقة والتي كان مسرحها مديرية الخوخة.

تورط حوثي

تورطت مليشيا الحوثي في عملية تخريبية واحدة تسببت في قطع الاتصالات والإنترنت عن مديريتي الخوخة وحيس، كان ذاك إبان احتدام المعارك في أقصى جنوب مديرية الجراحي في أغسطس 2021.

وفي الإنقطاع الأخير والمتواصل منذ شهر، تمنع مليشيا الحوثي وصول فريق مهندسي مؤسسة الاتصالات، وتؤكد المصادر أن المليشيا قامت بإطلاق قذائف هاون في محيط المنطقة التي يقع فيها العطب في قرية البغيل أقصى جنوب مديرية الجراحي.

كما يفترض أن يقوم فريق المهندسين بفحص الكابل بعد إصلاحه في منطقة البغيل الاعلى، لكن قيام مليشيا الحوثي بنشر حقول ألغام في منطقة شاسعة شرق وادي المرير يصعب مهمة إصلاح العطب في الكابل.

عبث

ويفيد مدير شرطة الخوخة اسماعيل قادروه للمرسى الإخباري بأن انقطاع الاتصالات عن الخوخه وحيس حدث بسبب العبث بأحد الكابلات الواقعة على خطوط التماس، دون إيضاح هوية الجهة المتسببة بالعبث بالكابل.

وحسب إفادة قادروه، فقد نزل مهندسي الاتصالات بالتنسيق مع القوات المشتركة وتم الإذن لهم بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات المشتركة واتضح بأن الخلل من جهة مناطق المليشيا الحوثية، حينها طلب الفريق الهندسي نزول فريق آخر من جهة مناطق المليشيا لكن لم يُسمح للفريق الآخر من قبل الحوثيين كون المنطقة مليئة بالألغام.

ويشير قادروه إلى بعض التحليلات التي تعتقد بأن وراء تأخر إصلاح الخلل وتقاعس المليشيا الحوثية هو امتلاكها لشبكة يو YOU (اليمنية العمانية المتحدة).

تدخل أممي

وبالتواصل مع مصدر في مؤسسة الاتصالات بالحديدة (خاضعة للحوثيين) للإستفسار عن سبب التأخير في إعادة الخدمات أكد حاجة المؤسسة إلى تنسيق واسع مع طرفي النزاع عبر منظمات الأمم المتحدة.

وكان نشطاء في المناطق المعزولة طالبوا الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لتمكين الفرق الهندسية التابعة لمؤسسة الاتصالات من الوصول إلى مناطق الكابل المعطوب كونها واقعة على خطوط النار.

وتعد حقول الألغام الحوثية المزروعة على مساحات شاسعة أبرز الأسباب التي أوردتها المصادر بشأن تأخر إصلاح الكابل.

تراخٍ أمني

يستنتج المرسى أن القبضة الأمنية المرتخية في مديريات الحديدة المحررة تهدد بعودة الانقطاعات المتكررة لخدمات الاتصالات والانترنت حتى بعد إصلاح الكابل في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن ضبط أيٍ من المتورطين في العمليات التخريبية.

Exit mobile version