المرسى – المخا
بعد موسم ماطر صبغ سهول ريف المخا باللون الأخضر الأخّاذ، لاتزال عدة من القرى التي زرعتها مليشيا الحوثي خالية من سكانها.
وسط تلك السهول الخضراء مآسٍ تعيشها عشرات الأسر التي نزحت من قراها الواقعة على مرمى البصر، دون أن يجرؤ أحد على العودة إليها بعدما حولتها المليشيا إلى حقل ألغام.
ماطرة (60 عاماً) واحدة من أولئك الذين نزحوا من ديارهم ويعيشون حاليا وضعاً معيشيا صعباً بعدما فقدوا كل شيء.
تقول ماطرة، إنها نزحت من إحدى القرى النائية بالنجيبة وهي إحدى المناطق الريفية للمخا قبل وقت قصير من تحريرها، بعدما تمركزت مليشيا الحوثي بالقرب من منزلها ونشرت شبكة من الألغام.
وتضيف المرأة الستينية، إن الخوف استوطن عقلها خشية أن يقع أحد أبنائها الأربعة (ثلاثة أولاد وفتاة) ضحية لتلك الألغام، ولذا فروا سويا إلى منطقة القعطبية.
عندما وصلوا إلى القعطبية لم يجدوا مناطق سكنية يأوون إليها وإنما نازحون يشاطرونهم المأساة ذاتها، فالسهول المترامية الأطراف تمتلئ بالفارين من جحيم الحوثي، ممن فضلوا العيش بشكل منفرد بدلا من التجمع في مخيمات النزوح.
إحدى المنظمات المحلية زارت المنطقة وقدمت لأسرتها مساعدة مالية من أجل بناء عشة تهامية يأوون إليها، لكن وبالرغم من حصولها مع أسرتها على حل مؤقت لمشكلة السكن إلا أن وضعها المعيشي ما يزال صعبا.
ما تأمله الحاجة ماطرة هو قيام المنظمات الإغاثية بدعم النازحين في القعطبية بالمواد الغذائية وبما يسهل عودتها إلى منطقتها الريفية.
المصدر: نيوزيمن