المرسى – الحديدة
“نرى السفن في رصيف ميناء الحديدة وميناء الصليف، عليها شعارات الأمم المتحدة والمنظمات، والشاحنات تمر أمامنا، نعرف أنها مساعدات، لكن لم يصل إلينا أي شيء ولا ندري إلى أين تذهب”، بهذه الكلمات رد أحد سكان مدينة الحديدة على سؤال “وكالة 2 ديسمبر” كم تستلم مساعدات غذائية؟
وقال “تم تسجيل أسماءنا أكثر من مرة، عبر مندوبين ومشرفين حوثيين، في كشوفات قالوا ستصرف لنا مساعدات غذائية، لكن لم نستلم، وكل مرة يقولون لنا في المرة القادمة والمسح الجديد”.
وزاد ” لكن من معه واسطة ويدفع فلوس للمشرف الحوثي يستلم دبة زيت وكيلو فاصوليا وقليل ملح، ولو كان العمل متحرك، الحمول في الميناء ويسحموا لنا نشتغل مثل قبل الحرب، ما سجلت اسمي في الكشوفات”.
كلمات هذا المواطن تعكس الوضع الذي وصل إليه سكان مدينة الحديدة من الحرمان ومصادرة الحقوق، والمتاجرة في معاناتهم، واستغلال أسمائهم، في كشوفات باتت تدر دخلا منتظما لميليشيا الحوثي.
يدخل نحو 70 بالمئة من المساعدات والواردات التجارية إلى اليمن عبر الحديدة وميناء الصليف، الغذاء والوقود والأدوية التي يحتاج إليها السكان للبقاء على قيد الحياة، إلا أن الفقر اتسع وظهرت حالات المجاعة في هذه المدينة، وزيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال.
ووفقاً لتقارير المنظمات الإغاثية لا يزال هناك ما يصل إلى 600 ألف مدني في المنطقة المجاورة للحديدة ذات الكثافة السكانية والتي استولى عليها الحوثيون أواخر عام 2014، لم تصلهم المساعدات.
وأصبح نطاق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، وكيل إيران في اليمن، على القطاع الإنساني علنياً، فيما يتعلق باختيار المستفيدين وحجم الأموال المحولة لصالح المسؤولين والمؤسسات الحوثية.
وجعلت المليشيا السماح بالوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها مشروطاً بسلسلة من الإملاءات التي تعطيها نفوذاً أكبر على من يتلقى المساعدة.
وبحسب آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة المعني بمراقبة العقوبات على اليمن، يمارس الحوثيون ضغطاً مستمراً على الجهات الفاعلة في العمل الإنساني، ولا يحترمون القانون الدولي الإنساني.
وأدى التأثير التراكمي لعوائق الحوثيين والتدخل في المساعدات الإنسانية إلى إلحاق ضرر كبير بسكان مدينة الحديدة، ليتصدروا قائمة المناطق الأشد تأثراً بانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد في اليمن.
وتشير تقارير المنظمات والوكالات الأممية العاملة في اليمن، إلى أنه خلال الأعوام الماضية، ظلت مدينة الحديدة مُصنفة عند مستويات حرجة من معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، وانعكاسه سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية، وإنتاجيتهم ودخلهم المستقبلي.
المصدر: وكالة 2ديسمبر