سمير رشاد اليوسفي يكتب.. الطريقة المُثلى لتأطير الطوائف والحد من خطورتها
المرسى – رأي
بسبب خيبة توقعاتهم بانتهاء الحرب بين الشرعية والحوثيين بعد زوال أسبابها، هناك من صاروا يستعجلون التسوية وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والنفوذ على أرض الواقع، مع البت في الإشكالية الجنوبية التي كان الاختلاف حولها في تلك الفترة منحصراً بين أن يكون الجنوب إقليماً أو إقليمين.
ويأمل الحوثي أن يفضي الاتفاق معه على التسليم بهيمنته على إقليمي “آزال” و”تهامة”.. وفِي هذا يمكننا تفسير تصعيده في مختلف جبهات البر والبحر متوسلاً بقضية غزة، ومُلّوحاً لبعض قوى الشرعية بأنّ قضية فلسطين تستوجب منه ومنهم التنسيق والتصالح مقابل انسحابه لهم من بعض المحافظات.
وهذا التنظير في الواقع ظهر إلى العلن منذ توقيف جبهة الحديدة، والاستمرار في محاورة الحوثي بتمثيل ضعيف ومطالب إنسانية أُريد بها الضغط لشرعنة وجوده، وتحويله إلى نسخة أخرى من “حزب الله”، غير آبهين بشعاراته المُلغمة بحرب لن تنتهي، وممارساته العنصرية وعلى رأسها خُرافة الولاية والسيد العَلَم.
الطائفية معتقدات ومذاهب من المستحيل إلغاؤها، وعلى ذلك فإنّ السماح لطائفة -سواء أكانت زيدية أم شافعية، “من الحوثيين أو السلفيين أو الإخوان المسلمين”- بفرض مذهبها على غيرها، أو الانفراد بحكم إقليم حتى لو كان أغلب مواطنيه موالين لها بحُجية الديمقراطية هو أشد خطورة على اليمن والمنطقة من الأسلحة النووية.. والشواهد ماثلة في لبنان والعراق وإيران.
وإذا كان ولا بُد من التوافق على أساس فيدرالي فإنّ الطريقة المُثلى لتأطير الطوائف والحيلولة من خطورتها تكون بالتوافق على الاحتكام لدستور لا يُفاضل بين اليمنيين وفقاً لدين أو مذهب أو عرق، واعتبار المعتقدات والمذاهب قناعات شخصية لا علاقة لها بإدارة الدولة.
من صفحة الكاتب على إكس