نبيل الصوفي يكتب.. مسيرات الوهم في البحر الأحمر وحشود الحوثي في حجة
المرسى – رأي
مسيرات الوهم في البحر الاحمر.. وحشود الحوثي في محافظة حجة..
الصراع الحوثي الداخلي يتطاير شررا
تسعى المملكة لاغلاق أي مظاهر فوضى محيطة بها لانها تتجه لتحول اقتصادي تنموي شامل، يهتم به العالم كله وتتسابق عليه شركات ودول، باعتباره مصلحة عالمية وليست فقط سعودية او عربية.
فالعالم يسعى للتنافس في استثمار وتحقيق الرفاهية وخدمة البشر، واعادة تقاسم “الثروات” وادارتها.
وفي المقابل فان “الخمينية” مشروع اسلاموي حقود.. يعيش في شعارت ظلامية ماضوية، نكل بحياة الايرانيين انفسهم، ثم انتقل الى الدول العربية ونكل باربع عواصم حتى الان.. هو على النقيض من مشروع البناء الذي سعت وتسعى له الدول العربية.
اليوم يتجاور المشروعان، الخميني في شمال اليمن، والتنموي بقيادة ولي العهد السعودي داخل بلاده شمال الشمال الخميني في اليمن.
وبهذا السياق يمكن فهم المبادرة السعودية فيما اسمته “تشجيع الاطراف اليمنية على التوصل لحل شامل”..
تقول المملكة لليمنيين: تعالوا معا نساهم في مصالح مشتركة.. فالتنمية في السعودية ستنعكس ايضا مصالحا لليمنيين في الدولتين..
وحتى تجاه الصراع العبثي الذي تتسبب فيه ايران بعسكرة البحر الاحمر، فان المملكة تتصرف بحذر شديد.. وموقفها يتطابق مع الموقف المصري الذي يتحدث عن مسئولية كل دولة في حماية العالم من حدودها برا وبحرا.
وفي مقابل ذلك كله، يبدو “الحوثي” في صراع بيني داخلي، بين من بايع مشروع ايران وبين من يرى ان المصلحة هي في مبايعة مشروع السعودية.
ففي الوقت الذي يناقش فيه الحوثيون المستحقات الشعبية المؤجلة عليهم، وينفتحون على “السلام” باعتباره المورد الوحيد المتاح امامهم كي يتجنبوا سقوطا اقتصاديا مروعا للشعب الذي لن يصمدوا في قسره بالحديد والنار.. يتصدر الصخب العبثي المشترك بين جناح ايران، ومعه كل من شعر بالتجاهل او عدم ضمان الدور في العلاقة الجديدة مع المملكة.
هذا الجناح الهائج، المتخم بالايدلوجية العدمية يحشد كل يوم ليهدد العالم بأكمله.. يظهر فيه عبدالملك داعيا أمريكا للحرب.. ويستمر في اطلاق العابه النارية في البحر الاحمر، وبالامس حشد جهدا مسلحا كبيرا اختار له محافظة “حجة” الحدودية مع المملكة.
وكل هذه العنتريات، في ميزان ولغة الحرب والسلم، لاتعبر الا عن صراع داخلي غير مقدور لاطرافه الاعتراف ببعضها للتحاور وبناء استراتيجية موحدة.
هي قادرة على الاضرار بكل فرص “الشمال” للنجاة.. لكنها لن تتجاوز حدود هذا الشمال المرهق المنهك.
رؤية المملكة بحاجة للسلام، ولكن هذا السلام لا يمكن ابتزازه، لانه حينها لايكون سلاما اصلا..
يقع الحوثي في خطأ جديد وهو يظن ان رؤية السعودية فرصة جديدة له لكي يقوي قدرته على حرمان اليمنيين من فرص الحياة ويستمر في حصار كل شيء لصالح اجندة الحرس الثوري الايراني.
صحيح، لن يصنع ذلك السلام له ولليمنيين، ولكنه لايهدد المملكة في شيء.
قرار المملكة يخصها هي وتوجهها.. هي قررت التوقف عن أي انفاق على الحروب.. وليس نقل الميزانية من الشرعية الى حلفاء الحوثي.
لن يعرف اليمن طريقا للسلام والتنمية، مالم يسقط الحوثي نفسه ايدلوجية الدم الخمينية، سواء بالنجاة منها أو سقوطهما معا.
وحتى ذلك الحين، ستكتفي المملكة بالمراقبة، لن يضرها شطط الحوثي، لأن هذا الشطط يرتد عليه اصلا، فهو يظل مجموعة انشقاق ايدلوجي حتى وان سيطر على عاصمة الجمهورية اليمنية، ستبقى سيطرته مجرد ورم سرطاني اما يتعافى منه الجسد كي يعيش او يموتان معا..
*من صفحة الكاتب على فيسبوك