قحيم.. الكومبارس الأخير من أبناء الحديدة في سلطة الحوثي يلتحق بسلفه
المرسى – خاص
كشفت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي تنوي تغيير محافظها للحديدة محمد عياش قحيم وتعيين مشرفها عبدالجبار الجرموزي بديلا له.
وأوضحت المصادر لـ”المرسى” أن السبب في إزاحة قحيم يعود للخلاف الحاد بينه وبين المشرف الأمني للمحافظة هادي عبدالخالق الكحلاني (أبو علي الكحلاني) على خلفية ما أسماها الأخير تجاوزات القحيم وتحركاته المشبوهة دون الرجوع إلى الجهات الأمنية.
وكانت مليشيا الحوثي عيّنت عضو المجلس المحلي بالمحافظة والممثل لمديرية بيت الفقيه محمد قحيم قائماً بأعمال المحافظ خلفاً لحسن الهيج الذي أطيح به منتصف العام 2018 حين اتهمته المليشيا بمصرع الصماد ووضعته تحت الإقامة الجبرية في صنعاء مع عدد مسئولي الحديدة.
وعلم “المرسى” من مصادر مؤكدة أن المليشيا خططت للإطاحة بالقحيم منذ وقتٍ باكر عندما استخدمته كغطاء لتمرير أجنداتها تمهيداً لاستبداله – شكلياً – بالجرموزي (أبو يونس) الذي يُعد المحافظ الفعلي للمليشيا في الحديدة.
ويسيطر الجرموزي على المحافظة الخاضعة للمليشيا منذ العام 2015 بصفته وكيلاً للشؤون المالية والإدارية بقرار من محمد علي الحوثي، ولاحقاً بصفته وكيلاً أولاً منذ تعيينه منتصف العام الجاري.
وأدى تهميش قحيم من قبل مشرفي الحوثي إلى نشوب خلافات حادة أبرزها مع المشرف الأمني للمحافظة أبو علي الكحلاني.
وحسب مصدر أممي فإن الكحلاني التقى بمدير مكتب الأمم المتحدة للمشاريع (UNOPS) عبدالملك الشوكاني في الحديدة قبل أيام وطلب الأول عدم التعامل مع القحيم كمحافظ للحديدة بأي شكل من الأشكال.
وكان مكتب الأمم المتحدة الذي يجري تجهيزه استقدم حاوية حماية مدرعة من التهديات النارية إلا أن الكحلاني رفض طلب المكتب بوضعها أمام المبنى قبل أن يقوم القحيم بالموافقة على نفس الطلب، الأمر الذي رفض الكحلاني تنفيذه.
وأوردت المصادر لـ”المرسى” أن القحيم أجرى تواصلات بمكتب المشاط وطلب مقابلته منذ أشهر لكنه قوبل بالرفض ومثله كل ممثلي محافظة الحديدة في سلطة الحوثي ترفض قيادة الجماعة لقائهم من بعد مصرع الصماد.
وحسب مقربين من القحيم فإنه بعد فقدانه الأمل بلقاء المشاط قدم شكوى خطية إلى مدير مكتبه أحمد حامد، والمتضمنة تعسفات الكحلاني والجرموزي والتي أنتهت بمساعي التخلص من قحيم وكشف الغطاء عن الجرموزي.
ولفتت المصادر إلى أنه منذ أن كان القحيم وكيلاً لمحافظة الحديدة لم يُجد سوى تنفيذ أوامر مشرفي الحوثي، ومهمته جمع معلومات وتحركات أعضاء السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية من أبناء الحديدة وجمع المبالغ المالية والإتاوات للمشرفين الحوثيين.
ويُعد القحيم مسئولاً عن نهب مئات الملايين من إيرادات الحديدة التي وجه بصرفها لمليشيا الحوثي تحت مسميات المجهود الحربي ودعم الفعاليات والاحتفالات، في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة أوضاعاً مأساوية وتفشٍّ للأوبئة.
كما يُتهم القحيم بالوقوف وراء تلفيق تهمة اغتيال الصماد لأمين عام محافظة الحديدة الشيخ علي القوزي الذي يواجهه عقوبة الإعدام، حيث كان القحيم أحد الشهود ضد القوزي في نفس الفترة التي عُيّن فيها الأول محافظاً للحديدة.