محمد أنعم | تحرير الحديدة رداً على استهداف المخا
المرسى – رأي
((تعرضنا طوال هذه الليلة ونحن في مقر الفريق الحكومي إلى قصف متواصل بالصواريخ الباليستية والطائرات من المليشيات الإرهابية الحوثية ونحن مازلنا نحلم بحل سلمي يقوده مبعوث كذاب وجنرال أسير مقيد إلى سفينة الأمم المتحدة في ميناء الحديدة))..
هكذا قالها بصراحة وبأمانة تاريخية اللواء محمد عيضة رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة عقب الهجوم الحوثي على مقر سكن اللجنة الحكومية بالمخا.
اجبارياً تتجه اليمن نحو دورة جديدة من الحرب مع الميليشيات الحوثية في الساحل الغربي، حيث تبدد “المسيرات” المفخخة والصواريخ الباليستية والتحشيدات والخروقات فرص السلام لتعيد الجميع الى المربع الأول.
الاعتداءات الحوثية المتكررة على المخا واستهداف مقر سكن الفريق الحكومة في لجنة إعادة الانتشار تفرض على الشرعية والمقاومة المشتركة تحمل مسؤولياتهم، سيما والجميع يدرك ان الميليشيات لم تكن جادة بالسير نحو السلام وانما أجبرت على ذلك لتحافظ على وجودها في جزء من مدينة الحديدة والموانئ، واتخذت من اتفاق السويد ذريعة لتضليل الرأي العام الدولي من أجل إعادة ترتيب صفوفها والاستعداد لخوض معركة جديدة، فطوال عام عرقلت تنفيذ أي جزئية من الانسحاب من الموانئ والمدينة ولم تلتزم بوقف إطلاق النار تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الصادر في 18 ديسمبر 2018م.
إن وقف جرائم الحوثي لن تتم بالبيانات أو التنديدات أو المطالبات والتوسلات، ولا عبر احاطة المبعوث الدولي (القلقة)، فهذه التجربة يعرف الجميع فشلها، وانما باستكمال تحرير مدينة الحديدة والتي يتخذ دجال مران وخبراء ايران من موانئها غرفة عمليات ومنطلق لشن هجماتهم الإرهابية.. ونعتقد ان ابسط قرار يمكن ان تتخذه الحكومة هو إعلان تعليق عمل فريقها في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة كرد خجول على إستهداف الحوثيين لحياة رئيس وأعضاء الفريق الحكومي داخل سكنهم.
قبل عام.. وتحديداً في شهر نوفمبر تم إيقاف معركة تحرير الحديدة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم دفع شعبنا تكلفة مضاعفة من المدنيين الابرياء، حيث سقط اكثر من 400 طفل وامرأة وشيخ برصاص الحوثيين، خلافا لألاف الجرحى، كان يمكن حماية دماء هؤلاء العزل لو استكملت المقاومة تحرير الحديدة.
نحن امام معركة قذرة ولابد ان تتوقف بالقوة، طالما لم يجنح الحوثيين للسلام، وعلى الشرعية والمقاومة المشتركة واجب حماية دماء المواطنين وممتلكاتهم ووضع حد لاعتداءات المليشيات..
واضح ان عدم الرد بقوة على اعتداءات الميليشيات الحوثية على المخا بعد قصفهم لمعسكر أطباء بلا حدود، شجعهم على شن اعتداء جديد على المدينة واستهداف مقر سكن اللجنة الحكومية لإعادة الانتشار والذين يحلمون بالسلام مع عصابة كهنوتية نكثت بعشرات الاتفاقات والعهود.
لقد اعلن الحوثة الحرب وموت اتفاق ستوكهولم.. فلا تلهثوا وراء سراب.. ولا تراهنوا على قلق المبعوث الكذاب؟؟
الكاتب محمد انعم