عن مجموعة الشيباني التجارية.. (صراع عائلي أم بلطجة غير قانونية)
كتب – محمد المياحي
حين يحضر اللؤم، بمقدور الإنسان شرعنة كل الحقارات. بمقدور الابن مثلًا أن يستغل وضع أبيه العجوز، يتقرب منه، ثم يستخدمه؛ لتصفية حساباته مع أخيه الأخر. هل يكون هذا السلوك قانونيًا وأخلاقيًا..؟ لمجرد أن الابن تمكن من دفع أبيه لاتخاذ موقف معاد لأخيه..؟ هذا هو الوضع الذي يحاول المدعو عبدالكريم الشيباني أن يمرره، بحجة أن الحاج الشيباني منحه تفويضًا لإرادة مجموعة الشيباني التجارية وأن أخيه أبو بكر الشيباني، مدير المجموعة الحالي، متمردًا على أبيه.
من الأمور البدهية أن أي رجل كبير بالسن، يغدو في وضع ذهني ونفسي لا يميل فيه لأي صراع، بل وتنشأ لديه نزعة للتصالح وتسيير الأمور دون مزيد من التوترات. لكن المدعو عبدالكريم الشيباني، لم يردعه كبر سن والده ؛ كي يرجئ خططه، على الأقل إلى فترة ما بعد رحيل أبيك. احترامًا لعمره، كان يجدر بج منح خساستك فرصة للكمون مؤقتًا، تجميد لؤمك، تقديرا لما بقى من أخلاق. لكنه لن يفعل وذهب يدبر خطته؛ كي يدفع بوالده في صراع مع أخيه. أعني هنا طبيعة اللعبة التي أدارها الأخ عبدالكريم الشيباني ضد أخيه أبو بكر مدير مجموعة الشيباني. مستخدمًا أب كبير السن، في صراع دوافعه لئيمة وتفتقد للنزاهة.
في الواقع الصراع ليس أسريًا، بل قانوني ومؤسسي..لكن عبدالكريم الشيباني هو من حاول منح الصراع صبغة أسرية. بداية من طريقته في اقحام والده بالصراع؛ كي يصور الأمر كما لو أنه شقاق عائلي. فيما الحقيقة غير ذلك.
الحقيقة أننا أمام مجموعة تجارية، يديرها الأخ أبو بكر الشيباني، وسواء فيما قبل سنوات الحرب أم طوال مدة الحرب. فنحن أمام حالة مؤسسية لها نظامها الداخلي المنظِّم لها. ويفترض أن أي مشكلة خارجية، تجد مستندها القانوني في الحل، انطلاقًا من النظام المؤسسي نفسه. لكن الأخ عبدالكريم الشيباني، يتصرف كشيخ قبيلة، ليس بعنترية مضحكة، بل ويحاول تسويق عنتريته، عبر استدعاء اجراءات قسريةاقحام والده ربما ليداري شيئًا من انكشافه ويتخذ له غطاء، ينفي عنه صورة البلطجي المدجج بالسلاح، ذلك المتجرد من أي احترام للتقاليد المؤسسية في العمل. لو أن الرجل يحترم قوانين العمل التجاري المدني، حتى لو لم يكن يحمل أي احترام ممكن لأخيه، يجدر به التعامل هنا معه بصفته المؤسسية أولا، لكنه لم يفعل.
إلى جانب أن المشكلةإن وجدت طبعًا تظل ذات طابع مؤسسي، ويتوجب رفض أي أسلوب لتصوير المشكلة بطريقة بدائية أخرى وتحويلها لمشكلة عائلية. وهذا أهم شرط لحلها. لجانب هذا فنحن أمام مدير للمجموعة، أثبت كفاءته في نجاح إدارته للمجموعة وسط كل العواصف التي مرت بالبلاد. ما يعني أنه يملك الحق المؤسسي لرفض كل محاولات سحب القضية خارج اطارها المدني المستقل، وكذلك يملك سجلا نزيها وتأريخا يشهد بأنه الطرف الجدير بمواصلة إدارته للمجموعة. هناك فكرة إضافية، هو أنه لجانب كل الدلائل السابقة، وهي جميعها تصب لصالحه. ما الذي يتبق من حجج للمدعو عبدالكريم الشيباني..؟ حتى محاولته تصوير الأمر كما لو أنه شقاق عائلي، هي حجة ضئيلة، ذلك أن أغلب أبناء الحاج الشيباني منحازين لمدير الشركة الحالي، ولم يتبق مع عبدالكريم سوى بعض أخواته فحسب.
ومع هذا وبعد هذه السنوات من العطاء والجهد الذي بذله مدير الشركة الحالي ونجاحه على كل المستويات، إذا بأخيه يلجأ لوسائل رخيصة وباطلة، هي بالطبع حيل، لن يترتب عنها انتصار شخصي كما يتوهم الرجل، بل كارثة لتفكيك مجموعة تجارية ناجحة. وتلك هي المأساة التي يدفع نحوها عبدالكريم الشيباني دون أي رادع من مروءة شخصية أو ضمير حي.
ما العمل الآن..؟ هل نستمر في معاتبة المدعو عبدالكريم الشيباني وتذكيره بالأخلاق، أن أننا نخضع لمزاعمه القانونية وتحايله الخطير..؟ باعتقادي الكرة في معلب جهتين أساسيتين: الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة، وهي أمام واجب وطني، بمقدورها أن تقوم به. كي توقف أي عبث محتمل بمجموعة الشيباني التجارية. دفاعًا عن شركةلئن كانت خاصة هي في النهاية مكسب عام مهم والحفاظ عليه، هو حفاظ على ما تبقى من ركائز للاقتصاد القومي للبلاد.
وأخيرا: هناك مسؤولية أخلاقية ومعنوية، يجدر بنخبة البلاد أن يتحملوها، للضغط على هذا الرجل وفرملة أهواءه الشخصية، وليس في الأمر انحيازا في قضية بينية، بل منعًا لتكرار هذا النموذج المحتال. بوضوح أكبر، صمتنا عن المخطط الذي يديره عبدالكريم الشيباني، سيفتح الباب لأهواء مماثلة في داخل كثير من المجموعات التجارية الخاصة، ما يعني أننا فتحنا صندوق بندورا بكل شروره المحتملة. وفي النهاية، يتوجب أن تدرك كل الأطراف الداعمة للمدعو عبدالكريم الشيباني أنها تشترك معه في هذه الجريمة القانونية والأخلاقية، وهي أطراف وجهات وشخوص معروفين، ومساعدتهم للرجل في تمرير آلاعيبة هي جريمة موازية، سوف يدفعون ثمنها، بما في ذلك الأموال المدنسة التي تحاول دفع عبدالكريم الشيباني نحو الهاوية، وتقديم عروضها إليه، كي تقتسم معه جزء من الكعكة. إنهم لا يصفون حساباتهم مع مدير مجموعة الشيباني، أبو بكر الشيباني، بل يمارسون نقمة عامة من قطاع كبير من المجتمع، حشد هائل من البشر تمثل لهم مجموعة الشيباني سياج أخير يحتوي وجودهم ويوفر لهم فضاءات للعمل . فيما السماسرة والانتهازيون لا يفكرون سوى بما سيحصدونه من تركة الرجل المريض. يا له من لؤم، أحد تجليات انحطاط البشر، وعلينا كبح هذا العبث بكل الطرق الممكنة.
صورة مع التحية لكل الجهات المسؤولة عن حكاية كهذه.