تعز.. مستعمرة إخوانية بأمر المرشد
المرسى – تقارير
أشبه بمستعمرة.. هكذا يشبّه أبناء تعز محافظتهم الواقعة (جنوب غربي اليمن)، في ظل حكم “جماعة” استمدت نصوص تشريعاتها من شهوات البسط والبطش وجبايات سقفها السماء، وتغذّت في تكاثرها على الإقصاء وحملات الملاحقة والمداهمات ومعتقلات أُستحدثت بأمر مرشدها الأعلى..
وهكذا اختزل المشهد، أصوات قصص الشاكين وأنين المسلوبة أراضيهم وحقوقهم، وذوي من أودعوا خلف جدران أربعة استحدثت في ثكنات عسكرية هي الأخرى مستحدثة.
ففي ظل إغراق عصابات الفوضى والنهب لتعز، باتت أراضي المواطنين وأملاك الدولة في متناول هذه العصابات، التي جمعت في تكويناتها خليطا من قيادات وأفراد في المحور العسكري، ومن ذوي السوابق والسلوك غير السوي.
وذكر مشرف تعز عبدالقادر الجنيد، أن الساعات الأخيرة الماضية شهدت آخر جريمتي بسط، إحداهما طالت أرضية مواطن ليلاً، والأخرى منزل آخر نهاراً.
بسط نفوذ
ويؤكد مواطنون لوكالة خبر، أنه ليس بغريب على تعز الفوضى والنهب والجبايات غير المبررة، في ظل إغراق محورها العسكري ومؤسسة الشرطوية بصانعي قرار وميدانيين أغلبهم تربويون وآخرون قبليون ومدنيون، جاء بهم حزب الإصلاح “الإخوان المسلمون” إلى سدة القرار العسكري على بساط السيطرة وبسط النفوذ.
الإقصاء وبسط النفوذ، بات حكاية نظام الإخوان المروية بألسنة الموظفين أنفسهم، ووصفها بقرينة ممارسات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
استنساخ
وأوضحوا أن آلية الجماعة في الحكم اعتمدت على تعيين عناصر لها في مناصب عسكرية وأمنية أغلبهم من خريجي المعاهد العلمية، بينما نوابهم خريجو كليات ومعاهد عسكرية وشرطوية.
ولأن “الجماعة” ربطت مصير بقائها وتكاثرها بالبقاء في قمة الهرم، لإدراكها بأن ما تورثه من فساد وتنكيل لن يطيل عمرها، تلجأ غالبا إلى صناعة الفوضى ضداً عن الإصلاحات العسكرية والإدارية والاقتصادية، وهي بهكذا نموذج تستنسخ جذريا تجربة مليشيا الحوثي.
فبحسب شكاوى متعددة حصلت وكالة خبر على نسخ منها، نُصبت عشرات نقاط الجبايات على مداخل ومخارج وطول الطرقات الخاضعة لسيطرها، ودشنت حملات جبايات تحت مسمى دعم الجبهات، ووزعت سندات القبض المالية على المحال والمنازل والبساطين، دونما تفريق لديها بين الممارسات المليشاوية، ومفهوم دولة النظام والقانون الذي تمثّله.
صراع تجفيف منابع الفساد وبقائه لم يعد خفياً، فقيادات في السلطة المحلية على رأسهم محافظ المحافظة يرغبون بهذا التجفيف، إلا أن سنوات نفوذ الجماعة في الدولة، وتغوّل الفساد فيها، مكّنت “الجماعة” من اختراق الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة هو الآخر، فزادت إفسادا في المحافظة.
ويرى مراقبون، أن إمعان جماعة الإخوان في الانتهاكات والجبايات والفساد، يعود إلى إدراكها عدم قبولها المجتمعي، ولذا تحاول الاستفادة من الفوضى وإطالة أمدها لجني أكبر قدر من المكاسب قبل زوالها.
ويجمع مراقبون على أن استمرار تلقي “الجماعة” دعما اقتصاديا وسياسيا، من قوى خارجية باتت مرشدها الأعلى، بينها وقوى دولية وإقليمية تخادمات، بقاء مصالح جميعها في ديمومة الفوضى وإطالة عمر معاناة أبناء المحافظة الذين يناط بهم فك شفرات هذه الجماعات المتشددة المزروعة أوساطهم، حوثية أكانت أم إخوانية.
المصدر وكالة خبر