الزُبيدي: السلام يجب أن يضمن عودة الجنوب لأهله واليمن لحاضنته العربية
المرسى – عدن
قال عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إن مقتضيات المرحلة، تحتم على الجميع التكاتف والتعاضد والتعاون، لانتشال البلاد من وضعها الحالي، والسعي بكل جهد، لتوفير الخدمات الأساسية وإنعاش الوضع الاقتصادي والخدمي، وإصلاح مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد، وإنجاز مقتضيات التنمية والأمن والاستقرار.
ودعا الزبيدي في كلمة له، اليوم الثلاثاء، في فعالية انطلاق أعمال الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي.. دعا “كافة القوى والمكونات والنخب السياسية اليمنية إلى توحيد صفها، من خلال إجراء حوار جاد وحقيقي وعميق يعالج مسببات الصـراع في الشمال، لضمان مستقبل آمن لمناطقهم وأجيالهم القادمة، وسنكون دائما إلى جانبهم فيما فيه مصلحتهم سلما أو حربا”.
وأضاف: “إننا في مجلس القيادة الرئاسي نضع معاناة المواطن في العاصمة عدن وعموم المحافظات المحررة في ظل ما يعايشه من غلاء المعيشة وتردي الخدمات وشحة الدخل في صدارة أولوياتنا، وقد حرصنا على أن تكون الأولوية لإصلاح أوضاع العاصمة عدن. كما بذلنا جهودا دؤوبة للحد من تداعيات الوضع المتردي للخدمات فيها، شاكرين الاستجابة السـريعة للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت لمعالجة بعض الملفات العاجلة، واستعدادهم لدعم جملة من المشاريع الخدمية في العاصمة عدن وسائر المحافظات المحررة”.
وقال الزبيدي إن “قرار الحرب الظالمة على الجنوب لم يكن أمامنا غير مواجهته، وهذا ما قمنا به، دافعنا عن أنفسنا وأهلنا وأرضنا وكرامتنا، وقدمنا عشـرات الآلاف من الشهداء والجرحى من أجل الجنوب، وأسهمنا ولا زلنا وسنظل مع كل الشـرفاء في اليمن نحو تأمين كامل لأمن المنطقة وسلامة مستقبلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والديني”.
وتابع: “إننا من على الأرض سنقرر كيف يكون السلام، السلام الذي يضمن تحقيق ما حاربنا وقدمنا التضحيات من أجله، وليس السلام البعيد عن الواقع. فهذه التضحيات الجسيمة لن تقبل سلاماً قاصرا وغير صالحا لا يمكن تطبيقه والبناء عليه، السلام المغلف بالهزيمة والفشل والاستسلام”.
وأردف: “لقد دعينا إلى سلام شامل ولا زلنا، غير أن هذا السلام يجب أن يضمن استعادة الجنوب إلى أهله، وعودة اليمن إلى حاضنته العربية، من خلال عملية سياسية شاملة، يشارك فيها الجميع، ويقرر من خلالها الجنوبيون مصيرهم وفق تطلعاتهم المشـروعة والمعلنة، وتضمن فيها شعوب المنطقة يمنا آمناً، وهذا هو الحل الذي تضمنه اتفاق الرياض، ومخرجات مشاورات مجلس التعاون، والواقع على الأرض”.
وأضاف أن “المكتسبات الوطنية الجنوبية محمية بإرادة الشعب ووحدة الموقف وإصرارنا الصادق على أن نحقق ما بدأنا العمل عليه منذ عقود سلما وحربا وفق مختلف الظروف التي مرت، واليوم ننظر بكل مسؤولية إلى المرحلة القادمة نضع في أيدينا سلمية الحراك الصادقة وبندقية المقاومة الباسلة، دون تراجع”.
واستطرد: “في إطار دعمنا للهدنة، فإننا ننظر بعين فاحصة إلى كل ما يدور، ونشير في هذا المقام الى ضرورة تشكيل وفد تفاوضي مشترك وفق ما نص عليه اتفاق الرياض وأكدته مشاورات مجلس التعاون. وكذا وضع محددات واضحة ومتفق عليها للعملية السياسية الشاملة”.
وقال إن “تأمين خطوط الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن يتأتى من خلال استقرار حقيقي في الجنوب، وهذا ما نعمل عليه مع شركائنا في المنطقة”.
وذكر، أن إعادة إحياء وتصدير الإرهاب إلى المحافظات الجنوبية لن يغير من حقيقة “أننا ذاهبون إلى تحقيق هدفنا الوطني وثابتون عليه، وندعو دول التحالف والمجتمع الدولي إلى الإسهام الفاعل معنا في جهود مكافحة الإرهاب، وصون وتعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة”.
وبيَّن الزبيدي أن “التحديات الماثلة أمام دول التحالف، هي تحديات ماثلة أمامنا أيضا، نشترك معهم في مواجهتها ومعالجتها ووضع الحلول المناسبة لها. ومن هذا المنطلق، بجانب الاستحقاق السياسي الوطني الجنوبي، جاءت مشاركتنا في اتفاق الرياض، الذي لا تزال مضامينه ثابته ونعمل على تنفيذها كجزء أصيل من شراكتنا الحالية في مجلس القيادة الرئاسي الذي جاء كمعالجة لظروف سياسية واقتصادية وعسكرية بالغة الأهمية”.
وقال إن “القوى والمكونات والنخب السياسية في مشاورات الرياض الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي اتفقت على ضرورة معالجة مؤسسة الرئاسة وإجراء إصلاح جذري في هياكل الدولة، وإعادة النظر في كثير من الملفات كمخرجات معلنة كان في طليعتها إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة المفاوضات ووقف الحرب ووضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة. وكذا الإقرار بحق الجنوب في تقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي”.
وأردف: “اليوم يقع على وجودنا في مجلس القيادة الرئاسي ضمان تنفيذ كل ما سبق، بما في ذلك إكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وإجراء إصلاح اقتصادي شامل ينتشل شعبنا من محنته الانسانية وظروفه الاقتصادية الصعبة، واصلاح عسكري يضمن معالجة الاختلالات في وزارتي الدفاع والداخلية، والقدرة على مواجهة التهديدات العسكرية، وتنسيق الجهود العسكرية والعملياتية بين قواتنا الجنوبية المسلحة ومختلف القوات العسكرية المناوئة لميليشيات الحوثي”.
كما أكد الزبيدي حرص المجلس الانتقالي على “وحدة الصف الوطني الجنوبي، فهذا نهجنا منذ اليوم الأول، ولقد كنا على يقين دائم بأن الجنوبيون جميعاً يقفون على نفس الهدف وإن اختلفت الطرق وتباينت الوسائل. واليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب مننا خطوة وطنية نحو مزيداً من التنسيق والتعاون والشراكة”.