لترميم ندوب حرب الشرعية والحوثي عليها .. يجب أن تكون عدن أولا
المرسى – تقرير خاص
في لقائه مع الإعلاميين بالرياض قال عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الحنوبي إن عدن ستكون عاصمة للتحرير وستحتضن الجميع حتى تحرير صنعاء.
ولتكون عدن عاصمة للتحرير فإن ذلك يفرض على بقية مكونات الشرعية وفي المقدمة الحكومة أن تضع عدن على قائمة أولويات برامجها في كل المجالات لأن عدن دفعت ثمنا ثقيلا حين إستخدمها الإخوان عبر قرار الشرعية ورقة لإستهداف المجلس الإنتقالي والجنوبيين بشكل عام.
هذا الإستهداف لم يطال فقط الجنوبيين بل أن عدن كونها إحتضنت أبناء كل المحافظات من نازحين وموظفين وأيدي عاملة فقد تقاسم الجميع حصة التعذيب التي فرضتها شرعية الإخوان المسلمين سواء بالخدمات واولها الكهرباء أو بالإستهداف الأمني أو العسكري عبر هجمات قوات الإخوان لإجتياح عدن والعسكره في شقره اكثر من عامين.
بقيت عدن تقاوم وبصلابة مدنيتها حربا همجية شنتها عليها الشرعية حتى ظهرت قيادات الشرعية العليا وكأنها تنتقم من هزائمها بزيادة مواجع هذه المدينة التي تمنح كل الهاربين من مواجع الشرعية والحوثي ملاذا ليعتاشوا.
من يراقب فجرا جيوش العمال وهم ينتشرون كالنحل من أزقة أحياء وشوارع مدن عدن يدرك كم هي فسيحة هذه المدينة بمدنيتها وطيبة جغرافيتها وناسها حيث يتقاسم الجميع في عدن الرزق دون سجال كلا يأخد مقسومه وبه يعيش ويعول حتى وإن كان رأسماله فقط معول عتيق.
الهاربين من الحوثي والمرحلين من السعودية والمتواجدين فيها من بعد أزمة الخليج ومن قصدها منذ ايام الإنجليز .. جميعهم تتلقفهم عدن ولا تسأل الطارقين أبوابها ماذا تريدون ..فهي وجدت لتعطي بكرم وسخاء.
تحتاج عدن مساحة كافية لتستريح من سنوات الحرب المزدوجة الحوثية الإخوانية ضدها ولتحصل على نصيبها من الإهتمام وتوفير الإمكانات لمحافظها الذي يقاتل بكل جهده لتبقى عدن قادرة على الصمود ومواجهة التحديات.
واذا كانت قيادات المجلس الرئاسي ستعود غالبيتها الى عدن وكذلك الحكومة وقيادات الدولة كون عدن كما قال الزبيدي عاصمة التحرير فإن المطلوب ليس تأمين ممرات العبور والتنقل لهذه القيادات بل الإرتقاء بمستوى الأمن في عدن وتوفير كل متطلبات الأجهزة الأمنية من مرتبات وتأهيل وأمكانات مختلفة.
عدن بحاجة الى خطة منفصلة وموازنة إستثنائية مهما كانت كبيرة لتحسين الخدمات فيها وفي المقدمة الكهرباء والمياه والنظافة والتحسن لتظهر بالمستوى الذي يليق بها وبمكانتها ومنح محافظها الإسناد الكافي لإنتشالها من واقعها المؤلم.
صحيح أن الحكومة والقيادة الجديدة عليها التزامات لكل المحافظات ولقطاعات واسعة والملفات متزاحمة على طاولة المجلس الرئاسي غير أن الأولوية هي عدن وإحتياجاتها التي ترحلت كثيرا كإستهداف ممنهج من قبل إخوان الشرعية او بالأصح شرعية الإخوان.