الأنشطة التخادمية للمنظمات الإنسانية مع أطراف معينة في اليمن وخاصة في ظل الحرب , القت بظلالها سلبا على الدور الحقيقي الذي وجدت من أجله وتسبب هذا التخادم بأضرار بالغة طالت المستحقين الحقيقيين من البشر من هذه المنظمات من نازحين وسكان محليين وفقراء يعانون خطر الموت بسبب المجاعة ..وفي اليمن شمالا وجنوبا يوجد مايزيد على 11 الف منظمة وفي مختلف المجالات المتعلقة بالانسان إغاثية وحقوقية وحماية وغيرها .وهي في تزايد مستمر رقميا وتراجع في حضورها عمليا ومهنيا إنسانيا..فهل هذه المنظمات باتت بمثابة عدو يعمل تحت غطاء إنساني ولصالح من؟..في هذا التقرير سنسلط الضوء حول هذه القضية.
اليمن مكانا خصبا للمنظمات
ابوهمام درهم الشجري كتب يقول : منذ 2011م وما بعدها من الحروب والصراعات السياسية والانهيار الاقتصادي..منذ ذلك التاريخ وجهت المنظمات العاملة في اليمن إنسانيا سهامها ووجدت فيها حاضنة كبيرة واستجابة سريعة نتيجة الفقر وغلاء المعيشة وتوقف الرواتب وانعدام فرص العمل فأوغرت هذه المنظمات في مدن اليمن وقراها..ووجدت هذه المنظمات في اليمن عموما وفي تعز خصوصا مكانا خصبا لنشاطها الذي تكشف أنه غير إنساني بل سياسي وحزبي .
المنظمات في اليمن بالارقام
توجد في اليمن مايزيد على 11الف منظمة ومؤسسة وجمعية وروابط وفي مختلف مجالات الحياة الإنسانية والتنموية ..بينها 118 منظمة مدعومة أمميا ودوليا , وهي 8 وكالات امم متحدة و44 منظمات غير حكومية دولية و66 منظمات غير حكومية محلية, تختص بشؤون الأمن الغذائي والزراعة والصحة والحماية والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم والمأوى وإدارة وتنسيق المخيمات وآلية الاستجابة السريعة واللاجئين والمهاجرين والنازحين..وتتلقى دعما سنويا يصل إلى 4 مليار دولار سنويا,اي مايساوي ميزانية الدولة لعامين كامليين..وهو دعم محسوب للشعب اليمني ..ومن بين هذه المنظمات من ظهرت في ظل الحرب ومنها غير المصرح لهم بممارسة النشاط رسميا لكن ظروف الحرب جعلت من هب ودب ينشيئ منظمات للتكسب من جهة ومن جهة أخرى للتمثيل الحزبي والسياسي والجهوي والمناطقي.
تقليص وتحذير وتهديد
في يناير الماضي 2022م أعلنت الأمم المتحدة تقليص برامج إغاثة حيوية في اليمن جراء نقص التمويل بما في ذلك برامج في مجالات الغذاء والصحة والمياه، إذ لم تتلق سوى 2.68 مليار دولار من أصل 3.85 مليار دولار طلبتها عام 2021 من المانحين لتنفيذ خطتها الإنسانية..كما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة الاربعاء 16فبراير2022م من أن نحو 4.3 مليون طفل يمني سيفقدون جميع المساعدات الإنسانية في مارس آذار المقبل2022م مع تراجع تعهدات المانحين، ما يهدد بتوقف تقديم المساعدات المنقذة لحياة الملايين في هذا البلد الفقير الذي يشهد حربا دامية منذ سبع سنوات.
تجارة الحرب من الباطن
• جميل الصامت كتب يقول : المنظمات التي ولدت من رحم الحرب يشوب اعمالها لغط وانشطتها تلاعب في حجم الدعومات المالية ومصادرها التي يكتنفها الغموض .غير انه من الواضح ان حصد لاموال ونهب لمساعدات وتجارة بالمسميات تجري على قدم وساق من وراء ذلك دون رقيب منظمات تتحول بين عشية وضحاها الى مؤسسات لاصحابها دون معايير تذكر .فاي مؤسسية يمكن ذكرها مع ممارسة تفتقر لابسط قواعد العمل تحكم انشطة هذة المنظمات المتحولة ،غارقة في العمل الفئوي الموجه في اسوأ حالاته .لايكاد يمر يوم علينا دون ان نشهد شكاوى او تكشف فضائح تتنافى مع قيم المسميات التي تتناسل دون ضوابط .وهذة المسميات للاسف باتت اداة من ادوات تجارة الحرب من الباطن.
المنهجية الإدارية للمنظمات
إلى جانب هدرها للدعم المالي المقدم لها تحت بند الموازنات التشغيلية والتجهيزات الفنية والحماية فإن كشوفات المنظمات وبنود اسئلتها للراغبين الالتحاق فيها دقيقة وتحمل جانبا استخباراتي أكثر من المهنية ..كما أن المباني التي ترغب في استئجارها مقرات لها تشترط أن تحتوي بدروما ذو مساحة كبيرة .كما أنها تعمل على تشديد الرقابة والحراسة للمبنى ولاتسمح لأي جهة من الجهات الدخول وإلقاء نظرة من الداخل على المبنى التي تتخذه هذه المنظمة مقراً رسمياً لها حتى وإن كانت هذه الجهة حكومية أو من أجهزت الأمن..وعملها الإداري اليومي والفني يسير بغموض وسرية وتفتقد هذه المنظمات في طريقة إدارتها وأنشطتها إلى الصدق والضوح والشفافية..كما أنها تركز على توظيف الفتيات اكثر من الفتيان وبرواتب مغرية..معتمدة على جانب التسييس والتحزيب في الوظيفة والعمل معها على حساب المستحقين من أصحاب المؤهلات والقدرات والكفاءات.
المنظمات والتخادم الحوثي الاخواني
كتاب وإعلاميون وصحفيون تناولوا قضية تسييس وتحزيب المنظمات الإنسانية منبهين إلى إن اليمن يعاني من مخاطر تسييس المجال الإنساني وسيطرة الاخوان والحوثيين عليها إدارة وابتزازا التصرف بأموال المانحين بطريقة غير انسانية ولأغراض غير الأغراض التي خُصصت لها،ولاتعود بالنفع للمطلوبين الاستفادة منها.. واكدوا أن معظم المنظمات المعنية بالتعبير الشائع هي منظمات إخوانية حوثية تعمل جنباً إلى جنب مع تنظيمات إرهابية أخرى مثل داعش والقاعدة، ويتحكم في تمويلها وتسيير خططها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، برعاية قطر وتركيا..والحوثيين برعاية إيران.. وتذكر هذه التقارير والمواقع أن 80 في المائة ممن يديرون هذه المنظمات ويعملون فيها هم من الاخوان والحوثيين والموالين لهم وأنصارهم في مناطق سيطرة الشرعية ومناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين, وان الاخوان والحوثيين يسيطرون عليها , إداريا وفنيا وماليا.
التوافق الحوثي الاخواني
تقارير ومواقع إعلامية اتهمت الإخوان والحوثيين بالتخادم فيما بينهم سياسيا وعسكريا وانسانيا , وقالت بأن هناك توافقا بين مليشيا الحوثي مع عناصر الإصلاح حتى في نوعية الجرائم المرتكبة، والتي وصلت إلى حد الاتفاق على سرقة المساعدات الغذائية والإنسانية لتجويع الفقراء والاستفادة من الأموال المقدمة من خلالها لخدمة مصالحهما، وهو ما يؤكد أن التنسيق الإجرامي بين الطرفين وصل إلى مراحل متقدمة..والفساد، وأن مسؤولين وموظفين أمميين مارسوا التدليس والفساد، وشاركوا في صنع أكبر كارثة إنسانية في اليمن. فبدلاً من أن تعمل المنظمة الأممية على الحد من الأزمة الإنسانية، تسترت على أسبابها الحقيقية، وأسهمت في تفاقمها.واوردت التقارير عددا من المنظمات الإخوانية والحوثية من باب الذكر وليس الحصر , “رايتس رادار” ومقرها أمستردام الهولندية.
و“منظمة سام للحقوق.” و منظمة ” تواصل للتنمية الإنسانية ” ومنظمة ” الكرامة ” ومنظمة ” حسم ” ومنظمة ” سول ” ..ومشروع ” التغذية المدرسية الحوثية “.ومؤسسة ” الإكرام التنموية الخيرية الحوثية ” ومؤسسة ” بنيان الحوثية ” و ” جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية ” و ” مؤسسة نهضة وطن “و ” جمعية البر و العفاف الاجتماعية الخيرية “..وغيرها من المنظمات لإنسانية..
حقوقية وأغاثية..زاكدت التقارير تورط المنظمات في قضايا فساد مالي واداري وضلوعها في تجيير أنشطتها وتسييسها وتحزيبها لصالح الحوثيين والإخوان .
الاخوان ضللوا الجميع
عبدالستار سيف الشميري اخواني سابق قال : الإخوان ضللوا الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية بسبب سيطرتهم على الكثير من المنظمات المحلية .الاخوان يملكون شبكة من الأفراد حيث وظفوا حوالي 4 الف شخص في منظمات تابعة لهم..وان منظمة حسم وهي فصيل من فصائل القاعدة موجودة في تعز بالتنسيق مع الإخوان..وأكد أن ملف المنظمات ملف طويل وخطير حيث استطاع الإخوان توظيفه في كافة الطرق ضدالتحالف.
منظمات الإغاثة الإطاحية
إن المنظمات التي يسمونها الإغاثية هي في الحقيقة الإطاحية وليس الإغاثية لأنها أطاحت بكثير من الأسر والنساء تحت مسمى الإغاثة !.وحرمتهم من حقوقهم في الإغاثة وحقوقهم في فرص العمل ..ولا ينكر هذا إلا جاهل أو ضال.وما تقوم به هذه المنظمات من تقديم بعض المساعدات الغذائية أو المالية، هو من باب ذر الرماد على العيون حتى تخدع المغفلين من الناس..كما أن العاملين والمسيطرين عليها أسرفوا في سرقة المساعدات وبيعها في الأسواق التجارية ونهب المساعدات النقدية بكشوفات أسماء وهمية أو إحلال اسماء بدائل غير مستحقة بدلا عن اسماء المستحقين , وفي المنظمات الإيوائية يتم تسكين أشخاص مرتبطين بمن يديرون هذه المنظمات على حساب المستحقين فعلا.
المنحة الطارئة وفساد اليونسيف
عادل الشجاع كتب يقول : فساد مكتب اليونسيف في عمان ، الذي يدير مشروع الحوالات الطارئة راكم ما يزيد على نصف مليار دولار فوارق في الصرف بين الدولار والريال اليمني.وكان القائمون على المشروع يريدون التخلص منه وتسليمه للحوثيين في صنعاء ، لكي يغسلوا نصف مليار دولار تم سرقتها من حقوق اليمنيين ، ساعدهم على ذلك رئيس الوزراء..الذي وافق على نقل المشروع إلى الحوثيين في عملية غريبة وغير مفهومة حتى هذه اللحظة..ويتحمل رئيس الوزراء المجاعة التي تبدو مختلفة عن المجاعات الأخرى ، لأنها من صناعته وصناعة المنظمات التي تعرض اليمنيين للتجويع والتلاعب بقيمة المساعدات التي تصل إلى 50 دولار للفرد وتحويلها الى 3 دولارات ..ما جدوى أن تجمع الأمم المتحدة المليارات باسم اليمنيين ، ثم تسلمها لمليشيات الحوثي الإنقلابية لتقتل بها الشعب اليمني بالجوع تارة وبالآلة الحربية تارة أخرى ، وتستغلها في تجنيد المقاتلين ليقاتلوا في صفوفها مقابل الحصول على هذه المساعدات.