في ظل توقف الحركة.. حملة حوثية لـ”إزالة الازدحام المروري” تثير موجة سخرية
المرسى – خبر
أثارت حملة مرورية دشنتها مليشيا الحوثي الإرهابية، تحت مسمى (حملة لإعادة الانضباط المروري للشارع العام وإزالة مسببات الازدحام المروري بشوارع امانة العاصمة) موجة سخرية وانتقادات واسعة من أبناء العاصمة صنعاء ونشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي.
ونشرت وكالة سبأ بنسختها الحوثية، السبت، خبرا عن بدء إدارة مرور أمانة العاصمة، اليوم، حملة لإعادة الانضباط المروري للشارع العام وإزالة مسببات الازدحام المروري بشوارع الأمانة.
وتهدف الحملة التي تستمر على مدى أسبوع بجميع مديريات أمانة العاصمة، تنظيم وتسهيل حركة السير والحد من الازدحام في الشوارع الرئيسية- وفقاً للوكالة.
وأكد مواطنون قاطنون في العاصمة صنعاء وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي أن تصرفات وممارسات قيادات مليشيا الحوثي تثير التعجب والاستغراب كونها لا تمت الى واقع المواطنين في العاصمة صنعاء بصلة مما يدلل على ان قيادات هذه المليشيات لا تشعر بما يشعر به المواطنون ولا تحس بمعاناتهم واوجاعهم التي تتزايد يوما بعد آخر والتي يتفنن الحوثيون بصناعتها عبر الأزمات المتتابعة والجرع السعرية المتلاحقة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وتساءلوا: هل يعقل أن قيادات مليشيا الحوثي لا يشاهدون شللا شبه تام في الحركة المرورية وانعدام مرور السيارات في شوارع العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم وتحول صنعاء الى مدينة أشباح جراء خلوها من مرور السيارات واشتداد أزمة المواصلات التي سببها انعدام المشتقات النفطية جراء احتجازها لمئات القاطرات المحملة بالوقود في عدد من نقاط التفتيش التابعة لها واحداها في محافظة الجوف منذ أكثر من شهرين وعدم السماح لها بالدخول الى مناطقها ام انهم يعيشون في عالم آخر.
وتشهد العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ازمة خانقة وغير مسبوقة في الوقود والغاز المنزلي منذ اكثر من شهرين، اعترف قيادي بارز في المليشيات بافتعالها، حيث وصل سعر الجالون 20 لتراً من مادة البنزين الى 40 الف ريال في ارتفاع قياسي هو الأعلى في تاريخه.
قال الناشط سليم عامر ساخرا: “في ظل شبه انعدام للسيارات في الشوارع واشتداد أزمة المواصلات التي سببها انعدام مادتي البترول والغاز.. شرطة المرور تقرر شن حملة لإعادة الضبط المروري وإزالة مسببات الازدحام من الشوارع”.
واعتبرت رنيم عساف، الحملة المرورية الحوثية الأخيرة ليس لها هدف غير استمرار عملية تصفية جيوب سائقي السيارات ونهبها وابتزازهم وفرض غرامات مالية عليهم لذات الذرائع التي اعتاد السائقون عليها دون مراعاة للظروف المعيشية الصعبة للمواطنين ومصادرة المليشيات لمرتبات الموظفين منذ أكثر من سبعة اعوام.
فيما تحدث الصحفي وليد العمري بلهجة شعبية مفعمة بالتهكم والسخرية: “ايش الخبر المسخرة هذا الديزل معدوم والبترول معدوم والغاز معدوم.. أين الازدحام المروري الذي تتحدثون عنه بعد هذه الأزمة المتجددة والمفتلعة بصراحة بقاء مسمى (إدارة مرور امانة العاصمة) عبثي ولا داعي له واقترح تغيير اسمها الى (إدارة تنظيم المساربة) في ظل الأزمات المستمرة اقل شيء الشعب يستفيد منهم وتكون مهامهم تنظيم طوابير المساربة الطويلة امام محطات الوقود وترتيب السيارات وترقيمها والحد من الاشكاليات المتزايدة بين المساربين والتي أدت لمشادات تطورت الى حالات اعتداء وجرائم قتل حدثت مؤخراً”.
وفي نوفمبر العام الماضي، نشرت ميليشيا الحوثي فصيلا مستحدثا من مسلحيها الملثمين في شوارع وتقاطعات العاصمة صنعاء تحت مسمى “شرطة الضبط المروري”، تحت مزاعم ضبط حركة السير وتنظيم الحركة المرورية ولكن سكّان صنعاء يعتقدون ان أهدافها قمع وترهيب وتخويف المواطنين وضمن حملاتها المتواصلة لابتزاز سائقي المركبات والمارة.
واعتادت إدارة مرور أمانة العاصمة المختطفة بيد المليشيا من وقت الى آخر شن حملات مماثلة تحت مسميات مختلفة بحجج ضبط السيارات والمركبات المخالفة أو ترسيم وترقيم السيارات التي تم جمركتها في المناطق المحررة، بهدف فرض غرامات مالية باهظة على السائقين وارغامهم على دفع رسوم جمركية جديدة غير قانونية لها.