الرياضة تتحول إلى أداة للتجنيد في مناطق سيطرة الحوثي
المرسى – إرم نيوز
كحال بقية القطاعات التي دمرها انقلاب الحوثيين في العاصمة صنعاء، ترزح الرياضة في مناطق سيطرة المليشيا تحت وطأة الضغوط والمعاناة.
وفي زمن الحوثي أصبحت المنشآت الرياضية مواقع تدريب، وتخزين للأسلحة، إضافة إلى تحويلها لتكون أماكن لتنظيم الفعاليات التي تقيمها الجماعة، في وقت رمُي فيه بالرياضيين خارجاً.
وبحسب تقارير محلية، فإن خمس صالات رياضية في مدن ”صنعاء وأب وعمران“، أغلقت أبوابها، في العام الأول للحرب، واستولت الجماعة على معدات وتجهيزات تلك الصالات.
أنشأت جماعة الحوثي، وحدة خاصة بالرياضة في هيكليتها وأطلقت عليها اسم ”وحدة التعبئة الرياضية“ تتبع المجلس السياسي الأعلى، بهدف استمالة الرياضيين والشباب من المنخرطين في المراكز الرياضية والأندية، وصولا الى أندية الأحياء الشعبية.
وحتى أواخر شهر أكتوبر الفائت، تجاوز من جندتهم الجماعة من الرياضيين سقف ألفي رياضي، جلهم من صغار السن والمراهقين، وفق تأكيدات ”رياضي سابق في نادي وحدة صنعاء رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية“.
وكشف، في حديث لـ“إرم نيوز“، بأن ”تجنيد الشباب من أي تجمع لهم، أمر ضروري لاستمرار جماعة الحوثي في حربها، وأحد تلك التجمعات هو الأندية والأنشطة الرياضية، ورغم اختفاء الأنشطة الرياضية لكنها تحرص على تنظيم بعضها بهدف استمالة رياضيين“.
ويتابع الرياضي قوله ”بعد توقف الأنشطة الرياضية وتحول النشاط الرياضي إلى عمل موسمي، جمعتني صداقة ببعض قيادات الحوثي، والذين دعموني لتنفيذ أنشطة رياضية صغيرة في إطار الأحياء الشعبية، وبعد مضي ستة أشهر أخبرتهم بضرورة تنظيم بطولات على مستوى الأحياء الشعبية، فوافقوا بشرط أن تصبغ تلك البطولات بصبغة الحوثيين“.
وأكمل يقول ”تم إطلاق ثلاث بطولات، وفي كل مرة يحضر بعض الثقافيين (مرشدين حوثيين) لإلقاء محاضرات على المشاركين، ويدعوهم بشكل صريح للانخراط معهم وتقديم امتيازات مالية ومعنوية، بعد نحو شهر اكتشِف بالصدفة مراسم تشييع مراهق كان يلعب كرة قدم في الحي المجاور لمنزلي“.
عقب تلك الحادثة، عرف الرياضي السابق، أن تلك الأنشطة الرياضية كانت تقام بهدف تجنيد الشباب والمراهقين، ليبتعد عن الرياضة ويبدأ في مشروع صغير يواجه من خلاله ظروف الحياة ومتطلبات المعيشة.
صندوق النشء والشباب
في العام 1996 أصدر الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، قرارا بإنشاء صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، وأوكل إليه مهام ”دعم رياضة الناشئين، والمنتخبات الوطنية الرياضية، وعلاج إصابات الملاعب، والأنشطة الشبابية“، بالإضافة الى إنشاء المرافق الرياضية والشبابية وصيانتها وتوفير مستلزماتها“، وخصص له موارد مالية من عائدات بيع ”علب السجائر“ والأسمنت، ونسبة من عائدات الضرائب تصل إلى واحد في المئة، بالإضافة الى رسوم عن استهلاك الهاتف الثابت والنقال.
ولدى اقتحام الحوثيين صنعاء العام 2014، كان الصندوق يمتلك في حساباته المصرفية ستة مليارات ريال يمني، حيث اختفت كما اختفت خمسة مليارات دولار، ومليارات من العملات الأخرى، بعد مضي نحو عام من إحكام سيطرة الحوثيين على البنك المركزي بصنعاء.
ووفق البيانات الختامية وصلت إيرادات الصندوق للعام 2018 مبلغا قدره 4 مليارات ريال وبزيادة عن العام 2017 بمبلغ 400 مليون ريال تقريبا، تجاوزت للعام 2019 الإيرادات سقف 4 مليارات وثلاثمائة مليون ريال، من عائدات الرسوم المقرة على ”السجائر والأسمنت وضريبة القات والهاتف وغيرها من السلع والخدمات“.
والآن تذهب تلك الإيرادات إلى أنشطة شكلية، وجزء كبير جدا منها يذهب لدعم الجبهات، وبرامج التجنيد للمقاتلين الجدد.
قتل الرياضيين
ويرى المنسق الإعلامي بمكتب وزير الشباب والرياضة، ماجد الطياشي، أن ميليشيات الحوثي تمارس العديد من الجرائم تجاه الرياضة والرياضيين في اليمن، فلا تعد حادثة مقتل اللاعب ”عبد الرحمن فؤاد قاسم التوهمي“بطل الجمهورية للجمباز قبل نحو أسبوع الأولى، فهناك العديد من الانتهاكات مورست من قبل الميليشيات ضد الرياضيين كأفراد أو كمنشآت رياضية منذ انقلابها.
وأضاف لـ“إرم نيوز“ بأن ”هنالك ما يقارب 15 لاعبًا تم تصفيتهم من قبل الحوثيين، بالإضافة إلى اعتقال العديد من اللاعبين، فالبعض تم الإفراج عنه والبعض الآخر ما زال في قبضة الحوثي، كما تم اعتقال 4 صحفيين رياضيين وهم أحمد ناصر مهدي، وقاسم البعيصي، وعباد الجرادي، وماجد ياسين الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى هذه اللحظة، فيما تمنع الميليشيا أي زيارات لعوائل المختطفين لمعرفة مصير أبنائها“.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تستخدم المنشآت الرياضية وبيوت الشباب، لتخزين الأسلحة وتدريب منتسبيها في المناطق التي تحت سيطرتها.
وقال الطياشي ”الكثير من المنشآت الرياضية تضررت بشكل جزئي أو بشكل كامل، بسبب الحرب التي شنها الحوثيون على المدن اليمنية، أبرزها منشأة ملعب 22 مايو الدولي في عدن، وملعب نادي الوحدة، وكل منشآت نادي التلال في عدن، وكذلك ملعب نادي الصقر، وملعب الحبيشي في مدينة تعز، والمدينة الرياضية وملعب الكبسي في مدينة إب، والمدينة الرياضية وملعب العلفي في مدينة الحديدة، إضافة إلى ملعب معاوية في لحج، وملعب الظرافي وملعب الشهيد العلفي، وبيت الشباب وقصر الشباب في مدينة صنعاء، كما لم يسلم استاد ذمار الدولي من التخريب“.
وفيما يتعلق بالجانب المالي، أكد المنسق الإعلامي بمكتب وزير الشباب والرياضة، استيلاء الميليشيات الحوثية على مخصصات صندوق رعاية الشاب وتستفيد من مبلغ مالي قدره 12 مليار ريال يمني، وتقوم بتمويل عملياتها العسكرية على حساب المخصصات الرياضية.