مستشار الرئيس اليمني يكشف لـ”العين الإخبارية” مؤامرات الحوثي والإخوان
المرسى – العين الإخبارية
بعد مرور شهر على عودة مستشار الرئيس اليمني والزعيم القبلي البارز عوض بن الوزير العولقي لا يزال الغليان الشعبي مستمرا في محافظة شبوة.
عاد ابن الوزير الملقب بـ”سلطان العوالق” إلى شبوة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من 6 أعوام من تواجده خارج اليمن، وذلك عقب تنامي الرفض الشعبي والقبلي لتسليم الإخوان 3 مديريات شمالي شبوة لمليشيات الحوثي أدت لكارثة عسكرية بمأرب وفي المعركة العسكرية ضد الانقلاب برمتها.
ومنذ عودة النائب البرلماني، إلى مسقط رأسه في مديرية نصاب بشبوة، تقاطرت مئات الوفود القبلية والشعبية إلى منزل الزعيم القبلي، ليتبنى مؤخرا مطالب أبناء المحافظة ويقود الاصطفاف الشعبي في مواجهة مخطط تنظيم الإخوان لإسقاط شبوة في مستنقع الفوضى.
وطيلة 3 أعوام، مارست سلطة الإخوان التي يتزعمها الإخواني محمد صالح بن عديو، جرائم اعتقالات سياسية واسعة، وإخفاء قسري وتعذيب، بحق مناهضين لفساد قيادات الإخوان، وتكللت هذه الانتهاكات بشن حملات عسكرية ضد اعتصامات قبلية مطالبة بتحرير بيحان.
وإزاء هذا الوضع، تصاعدت الدعوات المحذرة من مخطط إخواني في شبوة لاستنزاف التحالف العربي بالتنسيق مع مليشيات الحوثي، والاستيلاء على ثروات المحافظة الغنية بالنفط، بحسب قيادات عسكرية بارزة في الجيش.
وشكلت عودة الشيخ عوض بن الوزير العولقي، محطة فارقة في توحيد صفوف قبائل شبوة ولتحقيق مطالبهم المتمثلة في إقالة قيادات السلطة المحلية الإخوانية المتهمة بالفساد والخيانة الوطنية، وتحرير مديريات بيحان من مليشيات الحوثي وإعادة التوازن للمعركة مع مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
“العين الإخبارية” حاورت الزعيم الوزير صاحب الثقل القبلي الأبرز، خصوصا بعيد النجاح الكبير الذي حققه لقاء “الوطأة” لقبائل شبوة، والذي تعهد خلاله ابن الوزير ومعه حشود القبائل، بنقل الاعتصام السلمي إلى مدينة عتق حاضرة شبوة حتى تحقيق مطالبهم.
سلطة الحزب الواحد
ويرى النائب عوض ابن الوزير أن “سياسة الإقصاء التي تمارسها السلطة الإخوانية في شبوة، هي التي أدت إلى السقوط المريب لمديريات بيحان بيد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا”.
وقال ابن الوزير، في حوار مع “العين الإخبارية”، إن “ما حدث في بيحان من تسليم ثلاث مديريات في يوم واحد دون قتال، يؤكد ما كنا دوما نتحدث عنه من إقصاء للمؤهلين العسكريين ذوي الخبرة المشهود لها على المستوى الوطني، واستبدالهم بتربويين لم يدخلوا معركة واحدة من قبل”.
وحمل كلام ابن الوزير إشارة إلى التربويين المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن، والذين تم تعيينهم في مناصب عسكرية عليا “بدون مؤهلات وبدون أي برنامج تدريبية في فن الحروب والتخطيط الاستراتيجي، فقط لأنهم من أعضاء حزب واحد”، بحسب الزعيم القبلي”.
وأشار إلى أن سقوط مديريات بيحان الـ3 جاء نتيجة عدم وجود الخبرات وتغلب الحزبية في الجيش، لافتًا إلى أن سلطة الإخوان تقود الحرب بأهداف حزبية، وبالتالي التخلي عن الأهداف الوطنية.
وفي تعليقه على التحذيرات التي أطلقها مسؤولون عسكريون بارزون في الجيش اليمني من مخطط إخواني لتسليم شبوة للحوثيين، أكد ابن الوزير وجود خطوات حاسمة تجاه ذلك والحفاظ شبوة.
تفشي الفساد
ويستند الشيخ عوض بن الوزير إلى إرث قبلي وزعامة تاريخية في محافظة شبوة، لا زالت تلعب دورًا اجتماعيًا هامًا في تحقيق المصلحة العليا لشبوة كواجب أخلاقي.
ويؤكد لـ”العين الإخبارية” أن الجميع في شبوة يعيش معاناة يومية، من غلاء المعيشة والفساد المستشري في السلطة التي تروج للإعلام عن مشاريع وهمية، في الوقت الذي يعاني الناس من توفير رغيف الخبز”.
وسخر ابن الوزير من الدعاية التي يروج لها إعلام الإخوان قائلًا: “يتكلمون عن مشاريع لم تحصل في شبوة منذ الاستقلال! وفي نفس الوقت، لا يستطيع أبناء عتق من توفير الخبز ولا أسطوانة الغاز، إنها أكبر مشاريع فساد مرت منذ الاستقلال”.
وتساءل باستغراب: “كيف توجد تنمية ولا يوجد رغيف الخبز؟ هذا مخالف للقانون والمنطق السليم”،
وأكد أن “المشكلة واضحة أمام جميع أبناء المجتمع، من قبائل وعسكرين، وأدباء، ومثقفين، وعلماء الدين، والشباب والمرأة، الجميع يعانون”.
ووفقا لابن الوزير، فإن الإيرادات التي دخلت إلى خزينة السلطة في شبوة على مدى السنوات الثلاث الماضية، هي الأكبر منذ الاستقلال من الاحتلال البريطاني 30 نوفمبر 1967.
وأشار إلى أن حصة المحافظة من النفط والموارد والصناديق، وهي مبالغ ضخمة وخيالية، كانت كفيلة بعمل نقله حقيقية في التنمية في شبوة، لافتًا إلى استفحال الفساد ونهب إيرادات المحافظة.
سلطة قمعية
يعتقد النائب الشيخ ابن الوزير، أن الممارسات القمعية لسلطة الإخوان في شبوة ليست وضعًا استثنائيًا، بل من صميم وجود هذه السلطة التي يقودها الإخواني محمد بن عديو.
وقال: “من أسباب وجودنا هو ضد الإجراءات القمعية التي شهدتها شبوة خلال 3 أعوام مضت من الحملات العسكرية في ميفعة وحبان وجردان ونصاب، وغيرها من المناطق، التي رأينا فيها قوت السلطة ودباباتها تقصف البيوت، وتقتل المواطنين العزل والأبرياء دون حق، وفجأة تسلّم ثلاث مديريات لمليشيات الحوثي دون قتال”.
وأضاف أنه “من الواضح أن هذه السلطة وجدت لقمع أبناء شبوة، وليست لحمايتهم”.
وكانت المليشيات التابعة للقيادي الإخواني محمد بن عديو، قد شنت عدة حملات ضد أبناء القبائل المطالبين بتحرير مديريات بيحان، وكذلك ضد قوات النخبة الشبوانية ومعسكر التحالف في جردان، في الوقت الذي تحشد فيه المليشيات الحوثية باتجاه شبوة.
وامتدت موجة العنف ضد الشبوانيين لتتحول إلى صراع مناطقي بين الفصائل المسلحة التابعة لسلطة الإخوان، في سباق محموم على تقاسم النفوذ والثروة والأسلحة التي يتم تهريبها عبر موانئ المحافظة.
وفي تعليقه على المواجهات المسلحة بين مليشيات الإخوان حول ميناء النشيمة النفطي، ضمن صراعاتها حول ثروات محافظة شبوة، تساءل ابن الوزير: “لماذا لا نرى تلك القوات تقوم بنفس البطولات ضد الحوثيين في بيحان؟!”
حماية اتفاق الرياض
وبحسب الشيخ الشبواني البارز، فإن تعنت السلطة الإخوانية في الاستجابة لمطالب أبناء المحافظة هدفه حماية مصالح القيادات الإخوانية وعرقلة اتفاق الرياض.
وقال شيخ كبرى قبائل شبوة لـ”العين الإخبارية”: “نحن لنا مطالب واضحة ودستورية وهي كذلك تصب في تنفذ اتفاق الرياض، ورفعنا شعار السليمة وشبوة أولاً، فمن يتعنت هم من يقفون ضد تنفيذ اتفاق الرياض، وضد مصلحة أبناء شبوة بهدف حماية مصالحهم الحزبية”.
وحول خيارات ما بعد نقل الاعتصام إلى العاصمة عتق، أكد ابن الوزير أن “الخيارات كلها سلمية ولن يتغير هذ النهج”، حيث قدم شكره للرئيس اليمني على تفهم مطالب أبناء شبوة مبديًا ثقته بالاستجابة لمطالبهم.
واستبشر الشيخ ابن الوزير بنجاح اجتماع “الوطأة، مشيرًا إلى أن الحشود الكبيرة التي حضرت الاجتماع من جميع أنواع الطيف الشبواني تؤكد بأن الوعي موجود.
مسؤولية وطنية
ونفى مستشار الرئيس اليمني، جملة وتفصيلا، الادعاءات التي يروج لها إعلاميون موالون لسلطة الإخوان عن طموحه السياسي للسلطة.
وأضاف: “نحمل هم شبوة ومعنا آخرين من أبناء شبوة يحملون نفس الهم، ولسنا من يبحث عن السلطة، لنا تاريخ معروف أكثر تأثيرا من سلطة مؤقتة”.
وأردف قائلا: “نحن طموحنا العزة والكرامة لجميع أبناء شبوة، والعدل والمساوة، والقضاء على هيمنة الأشخاص والأحزاب على حياة أبناء اليمن”