مصدر أمنى يروي تفاصيل جرائم القتل والتنكيل بأسرة “الحرق” في تعز
المرسى – الشارع
قال مصدر أمني مطلع عن تفاصيل جرائم بشعة ارتكبتها عصابة مسلحة في مدينة تعز بحق أسرة الضابط الأمني عصام الحرق.
وأفاد المصدر، أن عصابة مسلحة بقيادة أكرم محمد سعيد الشرعبي الملقب بـ”شعلان” والمقرب من ماجد الأعرج، أحرقت مساء أمس الثلاثاء منازل أسرة الحرق في منطقة عمد بحي بير باشا غرب مدينة تعز.
جاء ذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة أشقاء اثنين منهم ضابطين في قوات الأمن والجيش (الأعرج والحرق).
وعصر أمس، كانت منطقة بير باشا، قد شهدت مواجهات مسلحة بين عصابة يقودها الضابط في اللواء 17 مشاة، ماجد الأعرج، وأبناء الحرق. عقب محاولة الأخير البسط على أرضية تابعة لهم بقوة السلاح.
وأسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل الأعرج وأثنين من مسلحيه، وعصام الحرق نائب مدير أمن شرطة بير باشا وأخويه العقيد عبده الحرق وخالد الحرق، الذي فارق الحياة في العناية المركزة بعد ساعات من إصابته ونقله لمستشفى البريهي.
وفي التفاصيل، أوضح المصدر الأمني لـ”الشارع” أن ماجد الأعرج الضابط في اللواء 17 مشاة، المحكوم بالإعدام لارتكابه جريمة قتل والده، والفار من السجن المركزي في المحافظة والمطلوب أمنيا بقضايا جسيمة أخرى، تهجم على أرضية تابعة لأولاد محمد علي الحرق الزكري، بمنطقة عمد في “بير باشا”.
وأضاف المصدر، أن عصام محمد علي الحرق، (نائب مدير قسم بير باشا)، حاول التفاهم مع ماجد الأعرج أثناء حضوره إلى الأرضية للبسط عليها بالقوة برفقة مسلحين، قبل أن يطلق الأعرج النار عليه ليرديه قتيلا على الفور.
وأفاد المصدر، أن عبده الحرق شقيق القتيل، وهو الآخر عقيد في قوات محور تعز العسكري، أطلق النار بكثافة على ماجد الأعرج وأسقطه أرضا مضرجا بدمائه ردا على مقتل شقيقه، ما أدى إلى مصرعه في الحال، ومقتل أحد مرافقيه وإصابة ثالث من أفراد عصابته، توفي لاحقا متأثرا بإصابته.
وذكر المصدر، أن مجاميع مسلحة بقيادة أكرم محمد سعيد الشرعبي الملقب بـ”شعلان” والمقرب من ماجد الأعرج، وصلت إلى مكان الاشتباكات، عقب ذلك، واقتحمت منازل أسرة الحرق، وفجرت اسطوانة غاز في أحد المنازل.
كما أحرقت جزء من أثاث المنازل نتيجة كثافة النيران. كما قامت بنهب بعض محتويات المنازل.
وأفاد المصدر، أن عصابة “شعلان” حاولت تصفية كل من له علاقة بأسرة الحرق، في حين كانت النساء والأطفال قد غادروا منازلهم خوفا من تعرضهم للتصفية والأذى أثناء الاشتباكات واقترابها من منازلهم، قبل نقلهم إلى أماكن أمنة خارج المنطقة.
وبحسب المصدر، فإن خالد الحرق، الذي أصيب في الاشتباكات تم إسعافه إلى مستشفى البريهي في منطقة الحصب وهو في حالة خطرة، غير أنه فارق الحياة بعد ساعات من وصوله المستشفى متأثراً بإصابته. في الوقت الذي كانت فيه عصابة “شعلان” تحاصر المستشفى للإجهاز عليه.
غير أن قوات أمنية مكونة من تسعة أطقم انتشرت أمام المستشفى وحالت دون ذلك، حد قول المصدر.
وقال المصدر، إن مسلحين تابعين للأعرج، أغلبهم من زملائه الفارين من السجن المركزي، وينتسبون للواء 17 مشاة واللواء 170 دفاع جوي، انتشروا في بير باشا للبحث عن أي شخص من عائلة الحرق لتصفيته.
فيما اكتفت قوات الأمن بالانتشار أمام مستشفى البريهي لحماية المصابين، بينهم خالد الحرق الذي فارق الحياة متأثراً بإصابته.
واستغرب المصدر، من صمت قيادة محور تعز العسكري وإدارة شرطة المحافظة إزاء جرائم القتل والتنكيل بأسرة الحرق، ومحاولات تصوير الجريمة على أنها بين عصابتين مسلحتين، في حين أن أسرة الحرق حاولت الدفع عن نفسها، بعد الاعتداء عليها من قبل الأعرج وعصابته.
وتفيد المعلومات، أن الأعرج، من أبرز زعماء العصابات في تعز الذين يحضون بدعم كبير من مستشار قائد المحور القيادي في حزب الإصلاح عبده فرحان “سالم”.
وكان سبق للأعرج، أن سلم نفسه في أغسطس من العام الماضي، للجهات الأمنية، خلال الحملة الأمنية، كونه أحد أبرز المطلوبين لارتكابه قضايا جسيمه، إلا أن المستشار “سالم” أخرجه من السجن بعد ثلاثة أيام من ذلك.
ولاقت الأحداث التي شهدتها مدينة تعز اليوم استياءً كبيرا في أوساط الناشطين، الذين طالبو بحماية ممتلكات الناس وأرواحهم من العبث التي تمارسه العصابات المحمية بقيادات ونافذين عسكريين.
وكتب الناشط الشبابي رامز الشارحي، منشورا على فيسبوك قال فيه: “ما حدث اليوم في تعز أمر ليس بالسهل، على الأحزاب السياسية عقد لقاءات ومؤتمرات صحفية ورفض ما حدث والمطالبة بالإقالة الفورية للقادة العسكريين المتورطين بدعم العصابات وإعادة تصحيح المؤسسة العسكرية والأمنية وإنهاء السيطرة الحزبية على هذه القوات”.
واقترح الشارحي على الشباب “ترتيب فعاليات احتجاج ووقفات وتبني مسار إعلامي رافض ومندد بهذا الانفلات والتفريخ للعصابات والسكوت عنها. المرحلة مُهيئة تماما لإحداث تغيرات بما يخدم الناس والمدينة، ومعركتنا مع الحوثي”، حسب قوله.