مسؤول أممي: نحو 2000 مهاجر محتجزون في سجون الحوثي بصعدة
المرسى – تقارير
قال مسؤول في الأمم المتحدة، إن ما يقرب من 300 مهاجراً، ربما لقوا حتفهم مؤخراً في انقلاب قارب كان يقلهم في عرض البحر قبالة سواحل اليمن.
وأضاف المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، “ديفيد جريسلي”، أن “مركبا كان ينقل مهاجرين انقلب ومات ما يقارب من 200 الى 300 شخص”.
وكانت تقارير إعلامية، أفادت منتصف الشهر الجاري، بانتشال عشرات الجثث لمهاجرين في مياه منطقة راس العارة التابعة لمحافظة لحج والمطلة على ممر باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وقالت منظمة الهجرة الدولية –حينها- إنها تحقق في حادثة الغرق.
وأقر جريسلي، بعدم امتلاك الأمم المتحدة تفاصيل دقيقة عن الحادثة “لا نملك رقماً دقيقاً هذه الامور تحدث بشكل مستمر”.
ومنتصف الاسبوع الماضي قال مسؤول أممي، إن المنظمة الدولية تواجه صعوبات “في التحقق من تفاصيل حادث الغرق في ظل عدم تمكنها من الوصول إلى ناجين”.
وخلال مشاركته في ندوة افتراضية نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، يوم الخميس، سلط منسق الأمم المتحدة الضوء على المخاطر التي يواجها المهاجرون العابرون من القرن الإفريقي إلى دول الخليج عبر الاراضي اليمنية.
معتبراً معاناتهم مثال على ما يوجهه مجتمع النازحين داخلين والمهمشين وغيرهم من الفئات الأكثر تضرراً من الصراع المستمر.
وقال جريسلي، “في صعدة قرب الحدود السعودية شهدت بنفسي اعدادا كبيرة من المهاجرين الذي يحاولون العبور (..)هنالك اكثر من 2000 مهاجر في السجون الذين نحتاج ان نعمل على تقييمها وتقييم كيف يمكن أن نقدم لهم الدعم في ظل هذه الظروف”.
ولم يتطرق المسؤول الأممي، للمحرقة الجماعية التي تعرض لها المهاجرون في سجن الجوزات بصنعاء الخاضع للحوثيين في شهر مارس الماضي، التي تزامنت مع تسلمه مهامه كمنسق مقيم للأمم المتحدة في اليمن.
وتحدث جريلسي في الندوة عن تسبب الصراع المستمر في ثلاثة أزمات وماسي في اليمن، محذراً من “فقدان جيل كامل بسبب انعدام التعليم والحماية والملاذ الأمن”.
وقال إن أسوأ أزمة إنسانية تواجه اي دولة في العالم تحدث في هذا الوقت في اليمن “20 مليون من الناس بحاجة الى مساعدات، منهم يعانون من انعدام الامن الغذائي، 2.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد (..) طفلا يموت كل دقيقة وهو امر غير مقبول”.
وأضاف: هنالك ازمة الحماية في البلد، مديرية واحدة على الاقل من كل ست مديريات هي على خطوط القتال (..) يتركز معظم القتال في مأرب”.
وأشار إلى “مسألة الالغام والعبوات غير المتفجرة، “اقرا يومياً تقريباً ان طفلاً قتل أو اصيب او عدة أطفال أو أسر أصيبوا او قتلوا بسبب هذه العبوات ، هذه مسألة مهمة تتعلق بالحماية”.
وتابع: “كما في العديد من الأزمات هؤلاء هم الاكثر عرضة للخطر، المجتمعات المهمشة، الاقليات والنساء، يجب علينا ان نولي هذا الموضوع اهتماما خاصا لهذه الفئة او المجموعة مع مضينا قدما”.
وقال إن الأزمة الاقتصادية تساهم بشكل اساسي في الازمتين الأخريين (الأزمة الانسانية والحماية) الاقتصاد قد انهار واليمن أفقر دولة في المنطقة من قبل بدأ الحرب، لذلك يمكن أن تتخيل حجم انهيار 50% من الاقتصاد وما يعنيه”.
وأضاف “انهيار الريال و عدم استقرار العملة يساعدان كذلك في ضعف القوة الشرائية وبالتالي يجب علينا ايجاد طرق حتى في ظل استمرار الصراع للتعامل مع هذه الازمات الثلاث”.
وأكد على ضرورة عمل الأمم المتحدة بشكل متوازي على حل الازمات الثلاثة، مع ايجاد حلول متنوعة لدعم الاقتصاد والدخل والعمل، مضيفاً “استطيع ان اقول لكم ان الوضع خطير فيما يتعلق بنوعية الدعم الذي نقدمه للنازحين يجب علينا استيعاب ان هؤلاء نازحون لمدة طويلة ليس لفترة قصيرة فقط يجب ان نجد حلولا لهم تحفظ كرامتهم بما يشمل كذلك التوظيف وفرص العمل”.
وشدد على ضرورة تسهيل الوصول للنازحين والمناطق القريبة من خطوط المواجهات، “والعمل مع اطراف الصراع على تقليل الاصابات بين المدنيين”.
وحث المسؤول الأممي المجتمع الدولي على زيادة تمويل العمليات الإنسانية في اليمن والتي تواجه نقصاً حاداً في الأموال، مشيراً إلى أهمية تنويع العملية الإنسانية عبر مسارين “مساعدات إنسانية مباشرة وعبر دعم الاقتصاد، بزيادة الدخل ودفع المرتبات وإيجاد مبادرات لتوظيف النازحين والمهمشين”.