جندت 2200 بالحديدة.. مهمش بـ”احفاد وحشي” يفضح عنصرية الحوثي
المرسى – الحديدة
فضح مهمش كان مجندا ضمن مقاتلين مليشيا الحوثي المعروفين بـ”احفاد بلال” في محافظة الحديدة غربي اليمن العنصرية والنظرة الدونية لمشرفي الحوثي تجاه ذوي البشرة السوداء المتحدرون من عرق وحشي قاتل حمزة عبدالمطلب، حد زعمهم، وأن عليهم القتال للتطهير من وزر وحشي وذلك على غرر ما يفعله الشيعة بكربلاء تكفيراً عن خطئتهم بحق الحسين.
(ع، س، ح) 19عاماً، هو واحد من 2200 مهمش بينهم أكثر من 400 طفلاً حدثـاً جندتهم مليشيا الحوثي من 5 مديريات في محافظة الحديدة ضمن “احفاد بلال”، وأرسلوا الى أتون المعارك التي صعدت من وتيرتها خلال شهري يوليو واغسطس ومطلع سبتمبر الجاري في الحديدة ومأرب والجوف والبيضاء.
ومنذ يوليو سقط نحو 143 قتيلاً من الأعداد التي جندتهم مليشيا الحوثي من محافظة الحديدة.
- إقراء أيضاً : مليشيا الحوثي تعدم 4 مهمشين رميا بالرصاص في عمران
و(ع، س، ح) الذي يسكن حي الزهور بالحديدة، واحد من قدم إفادات صحفية بعد أن نجا بنفسه من محارق الحوثي ، ومازالت مليشيا الحوثي تلاحقهم وأخذت أفرادً من أسرهم كرهائن، وقالوا” ان مشرفي الحوثي غرروا بنا وخدعونا ليحشدونا الى معسكرات التدريب في منطقة عرج غرب مديرية باجل واللحية ومحمية برع”.
يروي المهمش الذي فضل الإشارة لأسمه دون ذكره حفاظا على حياة أسرته في الحديدة، أن من يسمونهم بمشرفي التثقيف القرآني في الحي الذي يقطنه “حشدونا بعد اطلاق نداءات تبشرنا ان عبد الملك الحوثي طالب بدمجنا في المجتمع وأنه يجب الاهتمام بنا”.
فيما يخص مدينة الحديدة، نحن حقيقةً لم نكن نشعر بالتهميش، كنا مندمجين في المجتمع، طوال عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، كان منا المعلم، والمهندس، والطيار، والعمال، لكل شخصٍ منا ذات مميزات باقي فئات المجتمع، معظمنا كان يعمل في ميناء الحديدة، كان دخل العامل منا، اضعاف دخل موظف في أي مؤسسة إيراديه، لكن عقب سيطرة مليشيا الحوثي توقفت حركة العمل وكسب مصادر الرزق.
يضيف “مليشيا الحوثي تنظر لنا بدونية وانتقاصٍ شديدين، تضاعفت نظرتهم العنصرية لنا كلما اشتدت المعارك حول مدينة الحديدة، الحوثيين يطلقون القذائف من الحي ومن اطرافه، النازحين كانوا يجدون صعوبة في مغادرة منازلهم بسبب إصرار الحوثي على جعلنا دروعاً بشرية له، ضاق بنا الحال واستنفد كل ما ادخرناه من أيام الرخاء، كنا ضحايا وقعت عدة قذائف على منازلنا، الحوثيين هم من ارتكبوا تلك المجازر بحقنا، أضحينا نكابد المجاعة، لي ثلاثة اشقاء أعمارهم بين 9 و 13 جميعهم يعانون سوء التغذية الحاد والوخيم. وكذا أبناء شقيقاتي ممن يقطنون حي البيضاء الشرقية على الجهة الأخرى من المنفذ الشمالي لمدينة الحديدة”.
أعلن المشرفين الثقافيين في مليشيا الحوثي، أن زعيمهم خصص سلال غذائية ومعونات مالية لأسرنا، جمعونا في مدارس الشهداء وخوله وغيرها، كنا بالمئات قسمونا على شكل مجموعات بين 40 الى 60 شخصاً عينوا على كل مجموعة مشرفاً من قبلهم، ادخلوا اسماءنا في كشوفات، فيها بيانات دقيقة منها العمل سابقاً، وهل لدينا أقارب في المناطق التي قالوا إن المرتزقة يسيطرون عليها، وكم عدد أفراد اسرنا واعمارهم، وحول رأينا في المسيرة القرآنية والجهاد، أعطوا كل شخصٍ منا سلة غذائية، وابلغونا ان مشرفي المجموعات سيقومون بالتواصل بنا لأجل المعونات المالية التي خصصها لنا عبد الملك الحوثي كانوا يقولون كلاً منا السيد عبد الملك الحوثي يقرئك السلام وهذا كرت الهدية المرسلة اليك، كان ذلك في أواخر يونيو.
وزر وحشي تجاه حمزة
يتابع المجند في احفاد بلال”بدأ المشرفين التواصل بنا، وحشد كل مجموعة في أماكن مختلفة، أخبرونا أن زعيم المسيرة القرآنية أعفانا عن الجهاد ولكن شريطة ان نتعلم حمل السلاح والدفاع عن أحيائنا، وأن ذلك لن يكون الا بعد تلقي التدريب الكافي، أخذونا الى معسكرات التدريب، كنت أنا بين أربع مجموعات تلقت تدريبها في معسكر بمنطقة عرج، 40 يوماً لحظة سفرنا أعطوا لكلٍ منا 20 ألف ريال”.
يردف”قسمونا الى مجموعات، انا كنت بين مجموعة الاقتحامات والعمليات الخاطفة، التدريب على حفر الأنفاق أشرف عليه اشخاص لهجتهم ليست يمنية، اظنهم لبنانيين، كان ملازم عبد حسين الحوثي تقرأ علينا يومياً ونشاهد قصص الشهداء وكذا مسلسلات المختار وكربلاء”.
يبين المجند أن مشرفو المليشيا بدأوا يتطرقون لوحشي وجريمته في حق الأمه الإسلامية وان الواجب علينا التكفير عنها باعتبارنا ننحدر من ذات العرق، وأن ما يفعله المؤمنون في كربلاء تكفيراً عن خطئهم بحق الحسين، يجب ان نفعله نحن تكفيراً وتبرءً من وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب، المشرفين جعلونا نشعر بالذنب وان وزر وحشي سيظل في اعناقنا حتى نلقى الله شهداء وقد تطهرنا من خطيئته.
مختصين أجانب
يفيد الضحية الذي تمكن من النجاة من بين ضحايا تجنيد الحوثي، تلقى بعضنا تدريبات على الهجمات البحرية، كما تدربنا على زراعة الألغام والعبوات الناسفة، كرسوا فينا من خلال دروسهم اننا يجب أن نتبرأ ممن هم ليسوا بمقاتلين وان وجودهم تحت سيطرة المرتزقة يجعلهم هدفاً لعملياتنا العسكرية بسبب عدم ثورتهم على المرتزقة، أسمعونا خطباً لعبد الملك الحوثي، وأقسمنا على الولاء له والبراءة حتى من أهلنا ان صمتوا ورضخوا لعملاء أمريكا وإسرائيل.
يضيف في افاداته أن مختصين يصفهم بالأجانب دربوا مجموعات تتكون من 4 الى 6 أشخاصٍ على القيام بمهام في البحر الأحمر على زوارق سريعة وزوارق مطاطية وكيفية التعامل مع ناقلات النفط والسفن العملاقة والسيطرة عليها والتعامل مع أجهزة التشغيل والتوجيه والاتصالات فيها.
وحول قصة فراره، قال إنه كان من المجموعات التي نفذت هجمات صباح الخميس 27 اغسطس وأنه شاهد العشرات ممن قتلوا حول مدينة الصالح وشارع الخمسين، في هجوم وصف هدفه بأنه كسر الطوق، وأن معظم من شيعت جثامينهم كانوا توابيتاً فارغة وان المصابين نظر اليهم باحتقار وازدراء شديدين وان مشرفين اتهموهم بالهروب من الشهادة وأنهم اضحوا عبئاً على المسيرة، الأمر الذي اضطره للفرار في محافظة إب ومن ثم العاصمة صنعاء مشيراً الى انه ترك السلاح لدى اسرته بعد أن سرد لهم قصصاً مروعه في ليلةٍ وحيدة بات فيها في منزله ومن ثم ترك مدينة الحديدة ناجياً بنفسه.
وتطابقت إفادة الشاب (ع، س، ح) تماماً مع أشخاصٍ آخرين من المهمشين الذين جندهم الحوثي من مختلف المديريات، ممن تلقوا تدريبات قتالية في بحر السر في اللحية وفي معسكرات محمية برع.